الفصل الخامس في بيان العوالم الكلية والحضرات الخمسة الإلهية العالم لكونه مأخوذا من العلامة لغة عبارة عما به يعلم الشئ، واصطلاحا عبارة عن كل ما سوى الله تعالى، لأنه يعلم به الله من حيث أسمائه وصفاته، إذ بكل فرد من افراد العالم يعلم اسم من الأسماء الإلهية لأنه مظهر اسم خاص منها. فبالأجناس والأنواع الحقيقية يعلم الأسماء الكلية حتى يعلم بالحيوانات المستحقرة عند العوام (1) كالذباب والبراغيث والبق وغير ذلك أسماء هي مظاهر لها (2). فالعقل الأول لاشتماله على جميع كليات حقايق العالم وصورها على طريق الاجمال عالم كلي يعلم به اسم الرحمان، والنفس الكلية لاشتمالها على جميع جزئيات ما اشتمل عليه العقل الأول تفصيلا، أيضا عالم كلي يعلم به اسم الرحيم (3).
والانسان الكامل الجامع لجميعها اجمالا في مرتبة روحه وتفصيلا في مرتبة قلبه، عالم كلي يعلم به الاسم الله الجامع للأسماء. وإذا كان كل فرد من افراد العالم علامة لاسم إلهي وكل اسم لاشتماله على الذات الجامعة لأسمائها مشتمل