أمثال ذلك. والانسان الكامل كتاب جامع لهذه الكتب المذكورة لأنه نسخة العالم الكبير. قال العارف الرباني على بن أبى طالب، كرم الله وجهه:
دوائك فيك وما تشعر * ودائك منك وما تبصر وتزعم انك جرم صغير * وفيك انطوى العالم الأكبر فأنت الكتاب المبين الذي * بأحرفه يظهر المضمر وقال الشيخ رضى الله عنه:
انا القرآن (8) والسبع المثاني (9) * وروح الروح (10) لا روح الأواني فؤادي عند مشهودي مقيم * يشاهده وعندكم لساني (11) فمن حيث روحه وعقله كتاب عقلي مسمى بأم الكتاب، ومن حيث قلبه كتاب اللوح المحفوظ، ومن حيث نفسه كتاب المحو والاثبات. فهي الصحف المكرمة المرفوعة المطهرة التي لا يمسها ولا يدرك اسرارها ومعانيها الا المطهرون من الحجب الظلمانية. وما ذكر من الكتب انما هي أصول الكتب الإلهية واما فروعها، فكل ما في الوجود من العقل والنفس والقوى الروحانية والجسمانية وغيرها لأنها مما ينتقش فيها احكام الموجودات، اما كلها أو بعضها، سواء كان مجملا أو مفصلا، وأقل ذلك انتقاش احكام عينها فقط، والله اعلم (12).
تنبيه آخر لا بد ان يعرف ان نسبة العقل الأول إلى العالم الكبير وحقايقه بعينها نسبة الروح الانساني إلى البدن وقواه (13)، وان النفس الكلية قلب العالم الكبير كما ان الناطقة قلب الانسان. لذلك يسمى العالم بالانسان الكبير (14).
ولا يتوهم ان الصور التي يشتمل العقل الأول اجمالا أو النفس الكلية تفصيلا عليها غير حقايقها بان يفيض من الحق سبحانه عليهما صورا منفكة عن حقايقها بل إفاضة تلك الصور عليهما عبارة عن ايجاد تلك الحقايق فيهما. وكل ما