شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٩٠
عليها، كان كل فرد من افراد العالم أيضا عالما يعلم به جميع الأسماء. فالعوالم غير متناهية من هذا الوجه، لكن لما كانت الحضرات الإلهية الكلية خمسا (4) صارت العوالم الكلية الجامعة لما عداها أيضا كذلك.
وأول الحضرات الكلية حضرة الغيب المطلق وعالمها عالم الأعيان (5) الثابتة في الحضرة العلمية، وفي مقابلتها حضرة الشهادة المطلقة وعالمها عالم الملك و حضرة الغيب المضاف، وهي ينقسم إلى ما يكون أقرب من الغيب المطلق وعالمه عالم الأرواح الجبروتية والملكوتية، أعني عالم العقول والنفوس المجردة وإلى ما يكون أقرب من الشهادة وعالمه عالم المثال.
وانما انقسم الغيب المضاف إلى قسمين، لان للأرواح صورا مثالية مناسبة لعالم الشهادة المطلق وصورا عقلية مجردة مناسبة للغيب المطلق. والخامسة، الحضرة الجامعة للأربعة المذكورة وعالمها العالم الانساني الجامع لجميع العوالم وما فيها. فعالم الملك مظهر عالم الجبروت أي عالم المجردات وهو مظهر عالم الأعيان الثابتة وهو مظهر الأسماء الإلهية والحضرة الواحدية وهي مظهر الحضرة الأحدية.
تنبيه يجب ان يعلم ان هذه العوالم كليها وجزئيها كلها كتب الهية (6) لإحاطتها بكلماته التامات. فالعقل الأول والنفس الكلية اللتان هما صورتا أم الكتاب (7) و هي الحضرة العلمية كتابان إلهيان. وقد يقال للعقل الأول أم الكتاب لإحاطته بالأشياء اجمالا، وللنفس الكلية الكتاب المبين لظهورها فيها تفصيلا. وكتاب المحو والاثبات هو الحضرة النفس المنطبعة في الجسم الكلى من حيث تعلقها بالحوادث. وهذا المحو والاثبات انما يقع للصور الشخصية التي فيها باعتبار أحوالها اللازمة لأعيانها بحسب استعداداتها الأصلية المشروط ظهورها بالأوضاع الفلكية المعدة لتلك الذوات ان تتلبس بتلك الصور مع أحوالها الفايضة عليها من الحق سبحانه وبالاسم المدبر والماحي والمثبت والفعال لما يشاء و

(٤) - واين پنج حضرت جاى بروز صفت در آن به ذات يا صفتى از صفات وصفت لازم ذات است بلكه عين ذات است، اول حضرت ذات است كه در آن بروز حق است به ذات خود بر خود ودر اين حضرت اعيان بالكلية منتفى اند. (كلمات مكنونه) (٥) - وبعضهم جعل حضرة الغيب المطلق حضرة الذات، أي حضرة يظهر فيها الذات للذات ولا ظهور للأعيان هنا أصلا لا علما ولا وجودا وجعل عالم الأعيان حضرة الأسماء وجعل الحضرة الخامسة حضرة الحس. فليتأمل. (غلامعلى) (٦) - قال الشبستري، قدس سره، به نزد آنكه جانش در تجلى است همه عالم كتاب حق تعالى است. عرض اعراب وجوهر چون حروفست مراتب همچو آيات وقوفست. از وهر عالمى چون سوره اى خاص يكى دان فاتحه وآن ديگر اخلاص.
(٧) - أقول، أم الكتاب أي التعين الأول وهو القرآن، والكتاب المبين هو التعين الثاني وهو الفرقان. فافهم. (غلامعلى)
(٩٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 79 80 81 82 89 90 91 92 93 97 98 ... » »»