عليها، كان كل فرد من افراد العالم أيضا عالما يعلم به جميع الأسماء. فالعوالم غير متناهية من هذا الوجه، لكن لما كانت الحضرات الإلهية الكلية خمسا (4) صارت العوالم الكلية الجامعة لما عداها أيضا كذلك.
وأول الحضرات الكلية حضرة الغيب المطلق وعالمها عالم الأعيان (5) الثابتة في الحضرة العلمية، وفي مقابلتها حضرة الشهادة المطلقة وعالمها عالم الملك و حضرة الغيب المضاف، وهي ينقسم إلى ما يكون أقرب من الغيب المطلق وعالمه عالم الأرواح الجبروتية والملكوتية، أعني عالم العقول والنفوس المجردة وإلى ما يكون أقرب من الشهادة وعالمه عالم المثال.
وانما انقسم الغيب المضاف إلى قسمين، لان للأرواح صورا مثالية مناسبة لعالم الشهادة المطلق وصورا عقلية مجردة مناسبة للغيب المطلق. والخامسة، الحضرة الجامعة للأربعة المذكورة وعالمها العالم الانساني الجامع لجميع العوالم وما فيها. فعالم الملك مظهر عالم الجبروت أي عالم المجردات وهو مظهر عالم الأعيان الثابتة وهو مظهر الأسماء الإلهية والحضرة الواحدية وهي مظهر الحضرة الأحدية.
تنبيه يجب ان يعلم ان هذه العوالم كليها وجزئيها كلها كتب الهية (6) لإحاطتها بكلماته التامات. فالعقل الأول والنفس الكلية اللتان هما صورتا أم الكتاب (7) و هي الحضرة العلمية كتابان إلهيان. وقد يقال للعقل الأول أم الكتاب لإحاطته بالأشياء اجمالا، وللنفس الكلية الكتاب المبين لظهورها فيها تفصيلا. وكتاب المحو والاثبات هو الحضرة النفس المنطبعة في الجسم الكلى من حيث تعلقها بالحوادث. وهذا المحو والاثبات انما يقع للصور الشخصية التي فيها باعتبار أحوالها اللازمة لأعيانها بحسب استعداداتها الأصلية المشروط ظهورها بالأوضاع الفلكية المعدة لتلك الذوات ان تتلبس بتلك الصور مع أحوالها الفايضة عليها من الحق سبحانه وبالاسم المدبر والماحي والمثبت والفعال لما يشاء و