إلى العدم وان كانت باعتبار الحقيقة والتعينات الوجودية عين الوجود. فإذا قرع سمعك من كلام العارفين: ان عين المخلوق عدم والوجود كله الله، تلق بالقبول، فإنه يقول ذلك من هذه الجهة. كما قال أمير المؤمنين عليه السلام في حديث كميل، رضى الله عنه: (صحو المعلوم مع محو الموهوم (58)) (59). وأمثال ذلك كثيرة في كلامهم. والمراد من قولهم: الأعيان الثابتة في العدم أو الموجودة من العدم، ليس ان العدم ظرف لها إذ العدم لا شئ محض، بل المراد انها حال كونها ثابتة في الحضرة العلمية متلبسة بالعدم الخارجي موصوفة به فكأنها كانت ثابتة في عدمها الخارجي ثم ألبسها الحق خلعة الوجود الخارجي فصارت موجودة (60)، والله اعلم.
(٦٨)