الجوهرية غير جواهر في الخارج لعدم الجوهرية فيه وهو محال، وان كانت موجودة بعين وجود الجواهر فهي عينها في الخارج وهو المطلوب.
وأيضا، لو لم يكن الجوهر عين كل ما يصدق عليه من الجزئيات في الخارج حقيقة، لا يخلو اما ان يكون داخلا في الكل فيلزم تركب الماهية من جواهر غير متناهية، ان كان فصلها جواهر، لكونها داخلا في فصلها أيضا لجوهريته و دخول الجوهر فيه ويلزم ان لا يكون شئ من الجواهر بسيطا، أو تركب الماهية من الجوهر والعرض، ان كان فصلها عرضا، فيكون الماهية الجوهرية عرضية، أو داخلا في البعض دون البعض فيلزم ان يكون البعض المعروض له في حد ذاته مع قطع النظر عن عارضه غير جوهر، أو خارجا عن الكل وهو أشد استحالة من الثاني بعين ما مر، فتعين ان يكون عين افراده في الخارج فالامتياز بينها بالاعراض الخاصة إذ لا يجوز ان يكون المميز نفسه ولا فردا من افراده.
لا يقال، لو كانت الأعيان الجوهرية مختلفة بالأعراض المعينة لها فقط لما كانت بذواتها ممتازة بل مشتركة (10) كاشتراك الافراد الانسانية في حقيقة واحدة.
لأنا نقول، الجواهر كلها مشتركة في الحقيقة الجوهرية كاشتراك افراد النوع في حقيقة ذلك النوع أو الامتياز بينها بذواتها بعد حصول ذواتها. والأنواع لا تصير أنواعا الا بالاعراض الكلية اللاحقة للحقيقة الجوهرية كما لا يصير الاشخاص اشخاصا الا بالاعراض الجزئية اللاحقة للحقيقة النوعية. ألا ترى ان الحيوان يلحقه النطق فيصير به انسانا (11) و يلحقه الصهيل فيصير به فرسا ويلحقه النهيق فيصير به حمارا، وكل منها عرض.
فإذا أريد ان يحمل بالمواطاة احتيج إلى الاشتقاق فقيل الانسان حيوان ناطق والفرس حيوان صاهل. فالنطق محمول بالاشتقاق والناطق محمول بالمواطاة.
والشئ الذي له النطق المفهوم من الناطق هو بعينه الحيوان الذي في الوجود الانساني (12) وان كان أعم منه في العقل لذلك يحمل بهو هو. فما ثم غير الحيوان والنطق. فعلم ان التركيب المعنوي انما هو بين الطبيعة الحيوانية والطبيعة النطقية لا غير، والأول مشترك والثاني غير مشترك. ولا يلزم تركب