الفصل السابع في مراتب الكشف وأنواعها اجمالا اعلم، ان الكشف لغة رفع الحجاب. يقال: كشفت المرأة وجهها. أي رفعت نقابها. واصطلاحا هو الاطلاع على ما وراء الحجاب من المعاني الغيبية والأمور الحقيقية وجودا أو شهودا (1). وهو معنوي وصوري (2).
وأعني بالصوري ما يحصل في عالم المثال من طريق الحواس الخمس، وذلك اما ان يكون على طريق المشاهدة كرؤية المكاشف صور الأرواح المتجسدة والأنوار الروحانية، واما ان يكون على طريق السماع كسماع النبي، صلى الله عليه وسلم، الوحي (3) النازل عليه كلاما منظوما أو مثل صلصلة الجرس ودوى النحل كما جاء في الحديث الصحيح فإنه، عليه السلام، كان يسمع ذلك ويفهم المراد منه. أو على سبيل الاستنشاق وهو التنسم بالنفحات الإلهية والتنشق لفوحات الربوبية. قال عليه السلام: (ان لله في أيام دهركم نفحات الا فتعرضوا لها). وقال: (انى لا جد نفس الرحمان من قبل اليمن)، أو على سبيل الملامسة وهي بالاتصال بين النورين أو بين الجسدين المثاليين كما نقله عبد الرحمان