الفصل الرابع في الجوهر والعرض على طريقة أهل الله (1) اعلم، انك إذا أمعنت النظر في حقايق الأشياء وجدت بعضها مكتنفة بالعوارض وبعضها تابعة لا حقة لها، والمتبوعة هي الجواهر والتابعة هي الاعراض، ويجمعهما الوجود إذ هو المتجلي بصورة كل منهما. والجواهر متحدة في عين الجوهر فهو حقيقة واحدة هي مظهر الذات الإلهية من حيث قيوميتها وحقيقتها، كما ان العرض مظهر الصفات التابعة لها.
الا ترى كما ان الذات الإلهية لا تزال محتجبة بالصفات فكذلك الجوهر لا يزال مكتنفا بالأعراض، وكما ان الذات مع انضمام صفة من صفاتها اسم من الأسماء، كلية كانت أو جزئية، كذلك الجوهر مع انضمام معنى من المعاني الكلية إليه يصير جوهرا خاصا مظهرا لاسم خاص من الأسماء الكلية بل عينه، و بانضمام معنى من المعاني الجزئية يصير جوهرا جزئيا كالشخص، وكما انه من اجتماع الأسماء الكلية تتولد أسماء آخر كذلك من اجتماع الجواهر البسيطة يتولد جواهر آخر مركبة منها، وكما ان الأسماء بعضها محيطة بالبعض كذلك