حدوثا زمانيا، لئلا يلزم أن يكون الحادث صفة للواجب. وهو أعلى وجه للمتكلم في هذه المسألة بنظره الفكري.
وجواب (لو لا) محذوف، تقديره: لو لا أن المتكلم أثبت العلم زائدا مطلقا على الذات، فجعل التعلق له لا للذات، لكان ممن فاز بالتحقيق واتصل بأهله. (وبهذا انفصل) أي، يجعله زائدا على الذات مطلقا، عن أهل التحقيق، إذ المحقق قائل بأنه عين الذات في مرتبة مطلقا، وفي أخرى عينه من وجه، غيره من وجه آخر، وهي عند كونه نسبة من النسب الذاتية. ولما كان المراد بالمحقق هو الذي انكشف له أحدية الحق وسريانه في المراتب الوجودية الموجبة للتعدد والتكثر الموهمة لوجود الأغيار وشاهد الأمور على ما هي عليها بحسب الكشف والذوق، قال (رض): (من أهل الله صاحب الكشف والوجود).
والمراد بالوجود هنا (الوجدان).
ومن أمعن النظر فيما مر من المقدمات وتحقق بأسراره، لا يزاحمه الشكوك والشبهات الوهمية التي تقع في مثل هذه المباحث.
(ثم نرجع إلى الأعطيات، فنقول، إن الأعطيات إما ذاتية، أو أسمائية (9) فأما المنح والهبات والعطايا الذاتية فلا تكون أبدا إلا عن تجلى إلهي، والتجلي من الذات لا يكون أبدا إلا بصورة استعداد المتجلى له، (10) غير ذلك لا يكون. فإذا المتجلى له،