الصفات نسبة مغايرة للذات، فما يوجد في العلم، من حيث إنه نسبة، إلا ما أعطته تلك الأعيان، فيكون العلم تابعا للمعلوم بهذا الاعتبار. فإذا عرفت ذلك، فنقول: من هؤلاء، أي من الصنف الذي منعهم عن السؤال علمهم، من يعلم أن علم الله بهذا العبد في جميع أحواله هو تابع لما كان عليه عينه الثابتة حال ثبوتها في الغيب المطلق قبل وجودها العيني، ويعلم أن الحق تعالى لا يعطى العبد بحسب الوجود العيني إلا ما أعطى الحق عين هذا العبد من العلم به، أي بالعبد، فيعلم العبد أن علم الله تعالى به حاصل من عينه الثابتة في الغيب، وإذا علم أن ما يحصل له هو (منه) و (عليه) حتى علم الحق أيضا تابع لعينه، لا يطلب من الحق شيئا. ومن هذا المقام قال بعض أهل الشطح: (الفقير لا يحتاج إلى الله تعالى) (6)
(٤٢٣)