شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٤٣٢
ما رأى سوى صورته في مرأة الحق). (الأعطيات) جمع (أعطية) وهي جمع (عطاء)، فهي جمع الجمع. و (المنح) جمع (منحة) وهي العطايا. ولما ذكر في أول الفص: (إن العطايا منها ذاتية ومنها أسمائية) وشبه انقسامه بالقسمين بانقسام السؤال بقسمين وفرع عن تقريره، شرع بذكر الفرق بينهما، فقال: (إما...
العطايا الذاتية فلا تكون... إلا عن تجلى إلهي) أي، عن حضرة هذا الاسم إلا فيها. وذلك لأن العبد ما دام باقيا لا يتخلص من جميع القيود، بل يبقى ما به تعينه، فلا يحصل المناسبة التامة بينهما فلم يمكن رؤيته وشهوده، كما لم يمكن رؤيته الموضع الذي يرى فيه الصورة من المرآة الصقيلة، فإنك إذا رأيت صورتك فيها، تعجز عن رؤيتها مع أنك تعلم أن صورتك ما ظهرت إلا فيها.
الجامع الذي هو باعتبار اسم الذات فقط، وباعتبار آخر اسم للذات مع جميع الصفات وغيره من أسماء الذات ك‍ (الغنى) و (القدوس) وأمثالهما. والتجلي من
(٤٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 424 425 426 427 427 432 433 434 435 436 437 ... » »»