شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٤١٦
عن طلب العبد، إما في أمر معين كطلب العلم واليقين، أو غير معين كما يقول:
اللهم أعطني ما فيه مصلحتي، فإنك أعلم بحالي وما فيه صلاحي. وثانيهما قوله: (ومنها ما لا يكون عن سؤال) أي، سؤال لفظي. فإن السؤال لا بد منه إما بلسان القال أو الحال أو الاستعداد. (سواء كانت الأعطية ذاتية أو أسمائية).
(الأعطية) جمع (عطاء)، كالأغطية جمع (غطاء).
(فالمعين كمن يقول: يا رب أعطني كذا. فيعين أمرا مالا يخطر له سواه) أي، سوى ذلك الأمر. (وغير المعين كمن يقول: يا رب أعطني ما تعلم فيه مصلحتي المعين) بفتح الياء. أي، فالسؤال المعين كسؤال من يقول: يا رب أعطني كذا. و بالكسر، على أنه اسم فاعل، لا يناسب ما ذكره في التقسيم وهو قوله: (ما يكون عن سؤال في معين) وإن كان مناسبا لقوله: (كمن يقول يا رب أعطني) ولا يحتاج إلى تقدير السؤال. (من غير تعيين لكل جزء ذاتي من لطيف وكثيف) أي، بلا تعيين للأجزاء المنسوبة إلى الذات، اللطيفة الروحانية، كالروح والقلب و العقل وقواها، أو للأجزاء الكثيفة البدنية، كالقلب والدماغ والعين. كما عين النبي، صلى الله عليه وسلم، في دعائه بقوله: (اللهم، اجعل لي في قلبي نورا، و في سمعي نورا، وفي بصري نورا... (2)) - الحديث. وفي بعض النسخ: (لكل جزء من ذاتي من لطيف وكثيف). أي، كمن يقول: أعطني لكل جزء من ذاتي ما فيه مصلحتي من غير تعين المطلوب من لطيف وكثيف (3) ففيه تقديم وتأخير.
وقوله: (لكل جزء) متعلق ب‍ (أعطني). وعلى الأول متعلق ب‍

(2) - قوله ص: (في لحمي...) أي، ظهور نور الحق في البدن والخيال والعقل والروح باعتبار ارتفاع الحجاب عن عين قلبه وجسمه. (ج) (3) - قوله: (من لطيف وكثيف...) أي، العالم لما كان بين لطيف، هو مقام روحانيته، فهو حجاب على نفسه التي هي عينه الثابتة، فإذا كان هو حجاب نفسه وذاته، فلا يدرك نفسه فضلا عن إدراك الحق، فلا يدرك الحق نحو إدراك الحق من وراء الحجب، بل يدرك نفسه من ورائها، أو فلا يدرك الحق مثل إدراك نفسه التي هي عينه الثابتة، فإن الحجاب بينه و بينهما أقل من الحجاب بينه وبين الحق، فتدبر. (الإمام الخميني مد ظله)
(٤١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 410 411 413 414 415 416 417 418 419 420 421 ... » »»