وأتممت عليكم نعمتي). أي، نعمة الإسلام والإيمان. وقال، عليه السلام:
(بعثت لأتمم مكارم الأخلاق). والريادة على الكمال نقصان.
(ولكني وارث ولآخرتي حارث) أي، ولكني وارث رسول الله. واعلم، أن كل وارث يأخذ من مورثه ما يكون له من الأموال بحسب نصيبه المقدر له. و أموال الأنبياء، صلوات الله عليهم، هي العلوم الإلهية والأحوال الربانية و المقامات والمكاشفات والتجليات، كما قال، عليه السلام: (الأنبياء ما ورثوا دينارا ولا درهما، وإنما ورثوا العلم، فمن أخذه أخذ بحظ وافر). فالعلم الحاصل لهذا الوارث أكمل وأتم من الحاصل لوارث نبي آخر، لأنه، عليه السلام، أكمل الأنبياء علما وحالا ومقاما، فكذا وارثه أكمل الوارثين علما و حالا ومقاما (44) وكما تحكم أن المال الموروث يتملكه الوارث قهرا من الله،