شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٣٠٦
الذي لا انحراف فيه بوجه من الوجوه، لأنه مظهر الاسم الجامع الإلهي، وهو بلسان استعداد مرتبته الواقعة على غاية الكمال والاعتدال يستفيض من الحق فيفيض على الهمم بحسب استعداداتهم. وهو أصدق الألسنة وأفصحها كما قيل: لسان الحال أفصح من لسان القال. ولسان الحال والقال يتبع لسان الاستعداد، فإذا كان الاستعداد في غاية الكمال، يكون القال والحال في غاية الصدق. فقوله، صلى الله عليه وسلم، أقوم الأقوال وحاله أصدق الأحوال.
قوله: (محمد وآله وسلم) عطف بيان (ممد الهمم). وهذا إشارة إلى أن النبي، صلى الله عليه وسلم، يمد أرواح جميع الأنبياء السابقين عليه بحسب الظهور والزمان حال كونه في الغيب، لكونه قطب الأقطاب أزلا وأبدا، كما يمد أرواح الأولياء اللاحقين به بإيصالهم إلى مرتبة كما لهم في حال كونه موجودا في الشهادة ومنتقلا إلى الغيب، وهو دار الآخرة (29) فأنواره غير منقطعة عن العالم قبل تعلق روحه بالبدن وبعده، سواء كان حيا أو ميتا. و (آله)، عليهم السلام، أهله وأقاربه. والقرابة إما أن يكون صورة فقط، أو معنى فقط، أو صورة ومعنى. فمن صحت نسبته إليه صورة ومعنى فهو الخليفة والإمام القائم مقامه، سواء كان قبله، كأكابر الأنبياء الماضين، أو بعده، كالأولياء الكاملين، ومن صحت نسبته إليه معنى فقط، كباقي الأولياء السابقين

(29) - وجه الإشارة، أنه حمل (القيل الأقوم) على القول بلسان مرتبته، إذ به يستفيض من الحق ويفيض على الخلق، فيمد أرواح جميع الأنبياء السابقين والأولياء اللاحقين عليه بحسب الظهور والزمان. أقول: بل إشارة إلى أنه يمد جميع الأعيان السابقة واللاحقة عليه بحسب الظهور والزمان، بل يمد جميع الأعيان في العين والعلم من الدرة إلى الذرة، إذ به يستفيض ذواتهم وتصل إلى كمالاتهم، فصلوا عليه وآله. (للأستاد ميرزا محمد رضا، دامت إفاداته)
(٣٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 ... » »»