شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٣١٣
عبدنا الهوى أيام جهل وإننا * لفي غمرة من سكرنا من شرابه وعشنا زمانا نعبد الحق للهوى * من الجنة الأعلى وحسن ثوابه فلما تجلى نوره في قلوبنا * عبدنا رجاء في اللقاء وخطابه فمرجع أنواع العبودية الهوى * سوى من يكن عبدا لعز جنابه ويعبده من غير شئ من الهوى * ولا للنوى من ناره وعقابه (42) ولا بد أن يعلم أن هؤلاء محفوظون من الأعمال الشيطانية، لا من الالقاءات و الخواطر، كما قال تعالى: (وما أرسلنا من قبلك من رسول ولا نبي إلا إذا تمنى ألقى الشيطان في أمنيته فينسخ الله...) - الآية. لذلك قيد بالأحوال.
قوله: (وأن يخصني في جميع ما يرقمه بناني وينطق به لساني وينطوي عليه جناني) إشارة إلى باقي مراتب الوجود، لأن للشئ وجودا في الأعيان ووجودا في الأذهان ووجودا في الكتابة ووجودا في العبارة والإشارة. ولما سأل الله أن يحفظه من الشيطان في أحواله التي يوجد في الأعيان، سأل أن يخصه بالالقاءات الرحمانية ويحفظه من الخواطر الشيطانية، ليكون مصونا في مراتب الوجود كلها. وإنما قدم الموجود في الكتابة على غيره بقوله: (فيما يرقمه بناني) ثم الموجود في العبارة على الموجود الذهني بقوله: (وينطق به لساني) لقرب الأول من الوجود العيني في الثبوت، وقرب الثاني من الأول في الظهور. وتأخير الوجود الذهني، إشارة إلى أنه آخر مراتب الوجود باعتبار، وإن كان أول مراتبه باعتبار آخر، ليكون الأول

(42) - وفي أحاديث أئمتنا وأدعية ساداتنا ما يدل على أنه يجب للعبد أن يجعل قبلة معبوده الفناء في الله والبقاء به. وفي دعاء خاتم الأولياء: (أم صبرت على حر نارك، كيف أصبر على فراقك).، (ما عبدتك خوفا من نارك وطمعا لجنتك). جنات أفعال، مع سعة مراتبها، لا يليق بالإنسان الكامل، چه آنكه واصلان به مقام قرب حقيقى وبالغان به مقام (قاب قوسين)، يعنى جنت أسماء، ومتحققان به مقام) أوأدنى) وجنت ذات، محيط به مراتب و درجات جنات افعال اند، واعلى درجه جنت افعال جلوه اى از جلوات احمدى وظهورى از ظهورات جمال مرتضوى است. (ج)
(٣١٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 308 309 310 311 312 313 314 315 316 317 318 ... » »»