قوله: ((أما بعد، فإني رأيت رسول الله، صلى الله عليه وسلم، في مبشرة (34) أريتها في العشر الآخر من المحرم لسنة سبع وعشرين وستمأة) هذا تمهيد عذر لإظهار هذا الكتاب إلى الخلق، فإن الأولياء أمناء الله تعالى، والأمين لا بد له من أن يحفظ الأسرار التي أؤتمن عنده ويصونها عن الأغيار، كما قال:
يقولون خبرنا فأنت أمينها وما أنا إذ خبرتهم بأمين اللهم إلا أن يؤمروا بإظهارها، فحينئذ يجب عليهم الإظهار والإخبار. و لما كانت الرؤية إما بالبصيرة أو بالبصر، والكمل لهم الظهور في جميع العوالم حيث ما شاء الله لعدم تقيدهم في البرازخ كتقيد المحجوبين، نبه أنها كانت في (مبشرة)، أي في رؤيا مبشرة، وهي لا يكون إلا بالبصيرة، وهي عين الباطن.
قال، عليه السلام، عند إخباره عن انقطاع الوحي: (لم تبق بعدي من النبوة إلا المبشرات. فقالوا: (وما المبشرات يا رسول الله؟) قال: (الرؤيا الصالحة