شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٣٠٩
يراها المؤمن). وهي لا يستعمل مع موصوفها، فلا يقال: رؤيا مبشرة. كما لا يقال: أرض بطحاء.
قوله: (أريتها) على صيغة المبنى للمفعول من (الإراءة). أي، أرانيها الحق من غير إرادة منى وكسب وتعمل، ليكون مبرأ من الأغراض النفسانية و منزها عن الخيالات الشيطانية.
قوله: (بمحروسة دمشق (35) وبيده، صلى الله عليه وسلم، كتاب. فقال لي:
(هذا كتاب فصوص الحكم. خذه واخرج به إلى الناس ينتفعون به). فقلت:
السمع والطاعة لله ولرسوله وأولى الأمر منا كما أمرنا). متعلق بقوله:
(رأيت). أي، رأيته في محروسة دمشق. وفي قوله: (بيده كتاب) إشارة إلى أن الأسرار والحكم التي يتضمنها هذا الكتاب إنما هي مما في يد رسول الله، صلى الله عليه وسلم، وملكه وتحت تصرفه، كما يقال: هذه المدينة في يد فلان. أي في تصرفه. وهي مظهر التصرف بالأخذ والعطاء.
وقوله: (هذا كتاب فصوص الحكم) يحتمل أن يكون إخبارا منه، صلى الله عليه و سلم، بأن اسمه عند الله هذا، وأن يكون سماه، صلى الله عليه وسلم، بذلك (36) ولا بد أن يكون بين الاسم والمسمى مناسبة ما عند أهل التحقيق. فهذا الاسم يدل على أن مسماه خلاصة الحكم والأسرار المنزلة على أرواح الأنبياء المذكورين فيه، إذ فص الشئ خلاصته وزبدته، كما سنبين إنشاء

(35) - الشام، وكان محط رحال الشيخ (قده) وموضع إقامته من دون سائر البلاد بعد أن سار في جوانب الأمصار ثم استقرت به الدار في ربوة ذات قرار لما علمه فيها من خفايا الأسرار. (ج) (36) - فتكون تسمية هذا الكتاب بفصوص الحكم تسمية عن النبي، صلوات الله عليه وآله.
كما وقع للشيخ شرف الدين (من أقطاب العرفاء) في تائيته التي سماها، عليه السلام، (نظم السلوك) وشرحه عارف عصره، الشيخ الفرغاني. وهو كتاب (مشارق الدراري) التي صححتها وعلقت عليها. وفي نيتي طبع شرح التائية التي شرحها الشارح المحقق الفرغاني باللغة العربية وسماها بالمنتهى المدارك بعد ما شرحها بأملح الألسنة، أي اللغة الفارسية. (ج)
(٣٠٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 304 305 306 307 308 309 310 311 312 313 314 ... » »»