الآدمية، والإلهية اسم مرتبة جامعة لمراتب الأسماء وحقائقها كلها، ولهذا صار الاسم (الله) متبوعا لجميع الأسماء والصفات وموصوفا بها. وتخصيص الحكمة الإلهية بالكلمة (الآدمية)، هو أن آدم، عليه السلام، لما خلق للخلافة وكانت مرتبته جامعة لجميع مراتب العالم، صار مرآة للمرتبة الإلهية قابلا لظهور جميع الأسماء فيه، ولم تكن لغيره تلك المرتبة ولا قابلية ذلك الظهور، لذلك خصها به.
وأيضا، هو مظهر لهذا الاسم، كما قيل:
(سبحان من أظهر ناسوته سر سنا لاهوته الثاقب ثم بدا في خلقه ظاهرا في صورة الآكل والشارب) والمراد ب (الكلمة الآدمية)، الروح الكلى الذي هو مبدأ النوع الإنساني، كما قال، رضى الله عنه: (فآدم هو النفس الواحدة التي خلق منها هذا النوع الانساني) (51) وسيأتي بيانه في آخر الفص، إن شاء الله. ولما كان آدم أبو البشر، عليه السلام، أول أفراده في الشهادة ومظهر الاسم (الله) من حيث جامعيته خواص أولاده الكمل، خص، رضى الله عنه، الفص باسمه وبين فيه ما يختص بكلمته، كما بين ما يختص بكلمة كل نبي في الفص المنسوب إليه.