شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٢٩٨
(حدثني قلبي عن ربى). وقال سيد البشر، صلى الله عليه وآله: (لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل). لكونه من الوجه الخاص الذي لا واسطة بينه وبين ربه. ولا شك في أحدية الطريق الأول، وكذا في الثاني، إذ لا شك في وحدة الفياض وفيضه، كما قال: (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر). وتكثر قوابل الفيض لا يقدح في وحدة الطريق، كما لا يقدح تكثر الشبابيك في وحدة النور الداخل فيها.
والسالك على الطريق الأول هو الذي يقطع الحجب الظلمانية وهي البرازخ الجسمانية، والنورية وهي الجواهر الروحانية، بكثرة الرياضات و المجاهدات الموجبة لظهور المناسبات التي بينه وبين ما يصل إليه من النفوس و العقول المجردة إلى أن يصل إلى المبدأ الأول وعلة العلل. وقل من يصل من هذا الطريق إلى المقصد لبعده وكثرة عقباته وآفاته.
والسالك على الطريق الثاني، وهو الطريق الأقرب (14)، هو الذي يقطع الحجب بالجذبات الإلهية. وهذا السالك لا يعرف المنازل والمقامات

أصل خود پيوندند، وبه وجود حقانى رجوع به كثرت نموده وحقايق را بتفصيل شهود نمايند على ما صرح به الشيخ الكبير القونوى في المفتاح (ط گ‍، ص 120) وصرح بأسمائهم، كالنبي (ص) وعلي، عليه السلام، ومن شاء الله من العترة، عليهم السلام. (ج) (14) - قوله: (وهو الطريق الأقرب). أقول، ولكن ليس لهذا السلوك ميزان يعرفه أهل السلوك والارتياض، بل هو سلوك سرى يحصل بجذبة خاصة إلهية، ليس قدم السالك دخيلا فيها. وأما طريق الأول، فهو الطريق المستقيم الذي ندب إليه الأنبياء، عليهم السلام، ولا بد للسالك من سلوك الطريق المتعارف، إلا أن يحصل له الجذبة الخاصة، فيصير تحت قباب الكبرياء. ولا يخفى أن ذلك السلوك الذي هو بالجذبة أيضا بوساطة الأنبياء والكمل بالوجهة الخاصة، وإن لم يكن بناء الدعوة عليه. (الإمام الخميني مد ظله) والسلوك السرى هو السير المحبوبي لا المحبي كما حققه الإمام في آثاره. في السير المحبوبي لمكان تمامية لسان القابلية والاستعداد الذاتي في عين الكامل، الجذبة متقدمة على السير. (ج)
(٢٩٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 293 294 295 296 297 298 299 300 301 302 303 ... » »»