(حدثني قلبي عن ربى). وقال سيد البشر، صلى الله عليه وآله: (لي مع الله وقت لا يسعني فيه ملك مقرب ولا نبي مرسل). لكونه من الوجه الخاص الذي لا واسطة بينه وبين ربه. ولا شك في أحدية الطريق الأول، وكذا في الثاني، إذ لا شك في وحدة الفياض وفيضه، كما قال: (وما أمرنا إلا واحدة كلمح بالبصر). وتكثر قوابل الفيض لا يقدح في وحدة الطريق، كما لا يقدح تكثر الشبابيك في وحدة النور الداخل فيها.
والسالك على الطريق الأول هو الذي يقطع الحجب الظلمانية وهي البرازخ الجسمانية، والنورية وهي الجواهر الروحانية، بكثرة الرياضات و المجاهدات الموجبة لظهور المناسبات التي بينه وبين ما يصل إليه من النفوس و العقول المجردة إلى أن يصل إلى المبدأ الأول وعلة العلل. وقل من يصل من هذا الطريق إلى المقصد لبعده وكثرة عقباته وآفاته.
والسالك على الطريق الثاني، وهو الطريق الأقرب (14)، هو الذي يقطع الحجب بالجذبات الإلهية. وهذا السالك لا يعرف المنازل والمقامات