شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٣٠٧
عليه كمؤمني آل فرعون وصاحب يس، (30) فهو ولده الروحي القائم بما تهيأ لقبوله من معناه، لذلك قال، صلى الله عليه وسلم: (سلمان منا) (31) إشارة إلى القرابة المعنوية، ومن صحت نسبته إليه صورة فقط، فهو إما أن يكون بحسب طينته، كالسادات والشرفاء، أو بحسب دينه ونبوته، كأهل الظاهر من المجتهدين وغير هم من العلماء والصلحاء والعباد وسائر المؤمنين. فالقرابة المعتبرة التامة هي القرابة الجامعة للصورة والمعنى، ثم القرابة المعنوية الروحية، ثم القرابة الصورية الدينية، ثم القرابة الطينية (32) و (التسليم) من الله عبارة عن تجليه له، عليه السلام، من حضرة الاسم ( السلام) الموجب لسلامته عن كل ما يوجب النقص والرين المهيئ للتجليات الجمال المخلص عن سطوات الجلال، ومن المؤمنين قولا، الدعاء له، وفعلا، الاستسلام والانقياد طوعا لا كرها، كما قال تعالى: (فلا وربك لا يؤمنون حتى يحكموك فيما شجر بينهم ثم لا يجدوا في أنفسهم حرجا مما قضيت و يسلموا تسليما) (33)

(30) - وهو حبيب النجار المذكور في سورة يس. عن النبي، صلى الله عليه وآله: (سباق الأمم ثلاث، لم يكفروا بالله طرفة عين: على بن أبى طالب عليه السلام، وصاحب يس، ومؤمن آل فرعون). (ج) (31) - (سلمان منا أهل البيت).
(32) - قال الشارح المحقق الجندي في هذا الموضع: (وإذا انضافت بالقرابة المعنوية الدينية قرابة طينته الطيبة الطاهرة كالمهدي عليه السلام، والأئمة الطاهرين، فذلك أجمل و أكمل...). وهو صرح بأن المراد من الآل من يؤول أمره إليه من عترته ولا غير. (ج) ( 33) - (الإيمان الحقيقي التوحيدي، حتى يحكموك، لكون حكمك حكم الله. وإنما حجبت الذات بالصفات والصفات بالأفعال، فإذا تشاجروا، وقفوا مع صفاتهم محجوبين عن صفات الحق، إذ مع أفعالهم محجوبين عن أفعال الحق، فلم يؤمنوا حقيقة. فإذا حكموك، انسلخوا عن أفعالهم، وإذا لم يجدوا في أنفسهم حرجا من قضائك، انسلخوا عن إرادتهم، فصاروا إلى مقام الرضا وعن حكمهم وقدرتهم فصاروا إلى مقام التسليم، فلم يبق لهم حجاب من صفاتهم، واتصفوا بصفات الحق وانكشف لهم في صورة الصفات، فعلموا أنك هو قائم به لا بنفسك، عادل بالحقيقة بعدله، فتحقق إيمانهم بالله). (تفسير الشيخ الكاشاني)
(٣٠٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 302 303 304 305 306 307 308 309 310 311 312 ... » »»