شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٣٠٥
الهمم من خزائن الجود والكرم التي للحضرة الإلهية، إنما هو لقطبيته وخلافته:
فالخزائن لله والتصرف لخليفته (27) قوله: (بالقيل الأقوم) (28) متعلق ب‍ (ممد الهمم) بالقول الأصدق الأعدل

(27) - قوله: (فالخزائن لله والتصرف للخليفة). والخليفة يتصرف في ملك المستخلف له بما شاء. وتلك الخلافة لا تحصل إلا بعد تصرف الحق في العبد بما شاء، وذلك إلى غاية أفق الفناء. وإذا فنى عن نفسه ذاتا أو صفة وفعلا، لا يكون تصرف ومتصرف ومتصرف فيه إلا من الله ولله وفي الله، وإذا أرجعه إلى مملكته، وقعت المجازات الإلهية بتصرف العبد في الخزائن، فبوجه الخزائن لله والتصرف للعبد، وبوجه الخزائن والتصرف لله وبوجه للعبد، وبوجه عكس الأول، تدبر. (الإمام الخميني مد ظله) (28) - قوله: (بالقيل الأقوم...). أقول: يحتمل أن يكون متعلقا بقوله: (ممدا لهمم). أي، كل همة من أصحاب القلوب والكمل بإمداد همته، صلى الله عليه وآله، بل كل همة ظل همته ومظهر قدرته على القول الأقوم الموافق لذوق أهل المعرفة. فإن كل النبوات و الولايات ظل نبوته الذاتية وولايته المطلقة، ولا يكون دعوة إلا إليه، ولا دعاء إلا له، ولا إحسان إلا به. قال تعالى: (وقضى ربك ألا تعبدوا إلا إياه وبالوالدين إحسانا). فهو، صلى الله عليه وآله، أحد الأبوين الروحانيين، وخليفته المتحد معه في الروحانية أحد الأبوين، كما قال، صلى الله عليه وآله: (أنا وعلى أبوا هذه الأمة). وهذا أحد معاني (قضاء الرب) وأحد معاني (الوالدين). ويحتمل أن يكون متعلقا بقوله: (من خزائن الجود والكرم). أي، القول الأقوم الموافق لكشف أهل المعرفة أن تصرفه وإمداده على الهمم لا يكون إلا من خزائن الجود الإلهي والكرم الربوبي، ولا يكون له الاستقلال في التصرف، بل له الخلافة في جميع العوالم خلافة في الظهور والتصرف، فبظهوره ظهرت الأسماء من غيب الهوية إلى حضرة الشهادة، وتصرفه عين تصرف حضرات الأسمائية. و ما ذكرنا أولى مما احتمله الشارح الفاضل. كما لا يخفى. (الإمام الخميني مد ظله)
(٣٠٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 300 301 302 303 304 305 306 307 308 309 310 ... » »»