ولما كانت الملائكة مظاهر الأسماء التي هي سدنة الاسم الأعظم، والسادن لا بد له من متابعة سيده، حصل له الفيض من جميع الأسماء، واستغفر له مظاهرها بأسرها. ودعاء المؤمنين له، صلى الله عليه وسلم، إنما هو مجازاة ذاتية يقتضى أعيانهم الثابتة بلسان استعداداتهم الذاتية ذلك. وكما كان، صلى الله عليه وسلم، واسطة لوجوداتهم في العلم والعين ماهية ووجودا، كذلك كان واسطة لكمالاتهم، قال تعالى: (وما أرسلناك إلا رحمة للعالمين). وممد لكل عين، وهمتها بإيصالها إلى كمالها كفرا كان أو أيمانا، (25) إذ من ربه يفيض ما يفيض
(٣٠٣)