شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٢٩٢
صحفه من تعريفاته نفسه بالصفات الكمالية. وفعلا، فهو إظهار كمالاته الجمالية والجلالية من غيبه إلى شهادته ومن باطنه إلى ظاهره ومن علمه إلى عينه في مجالي صفاته ومحال ولايات أسمائه. وحالا، فهو تجلياته في ذاته بالفيض الأقدس الأولى وظهور النور الأزلي. فهو الحامد والمحمود جمعا وتفصيلا، كما قيل:
لقد كنت دهرا قبل أن يكشف الغطاء أخالك إني ذاكر لك شاكر فلما أضاء الليل أصبحت شاهدا بأنك مذكور وذكر وذاكر وكل حامد بالحمد القولي يعرف محموده بإسناد صفات الكمال إليه، فهو يستلزم التعريف.
وذكر الشيخ اسم (الله) لأنه اسم للذات من حيث هي هي باعتبار، و اسمها من حيث إحاطتها بجميع الأسماء والصفات باعتبار آخر، وهو اتصافها بالمرتبة الإلهية، فهو أعظم الأسماء وأشرفها. والحمد المناسب لهذه الحضرة، بعد حمد الله ذاته بذاته، هو الذي يصدر من الإنسان الكامل المكمل الذي له مقام الخلافة العظمى، لأنه حينئذ يكون منها ولها، إذ الكامل مرآة تلك الحضرة و
(٢٩٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 261 287 289 290 291 292 293 294 295 296 297 ... » »»