في نفس الوجود (188). أي العقل يحكم ان العلم مغاير للقدرة والإرادة في العقل كما يحكم بالمغايرة بين الجنس والفصل، واما في الوجود فليست الا الذات الأحدية فقط، كما انهما (189) في الخارج شئ واحد وهو النوع. لذلك قال أمير المؤمنين كرم الله وجهه: (كمال الاخلاص له نفى الصفات عنه). وفي المرتبة الثانية يتميز العلم عن القدرة وهي عن الإرادة (190)، فيتكثر الصفات وبتكثرها يتكثر الأسماء ومظاهرها (191) ويتميز الحقايق الإلهية بعضها عن بعض. فالحياة والعلم والقدرة وغير ذلك من الصفات تطلق على تلك الذات (192) وعلى الحقيقة (193) اللازمة لها من حيث انها مغايرة لها (194) بالاشتراك اللفظي (195) لان هذه الحقايق اعراض من وجه لأنها اما إضافة محضة (196) أو صفة حقيقية (197) ذات إضافة (198)، و جواهر من وجه آخر كما في المجردات، إذ علمها بذواتها عين ذواتها من وجه (199)، و هكذا الحياة والقدرة، وتلك الذات جلت من ان يكون جوهرا أو عرضا. و يظهر حقيقة هذا المعنى (200) عند من ظهر له سريان الهوية الإلهية في الجواهر كلها التي هذه الصفات عينها. ومن حيث ان هذه الحقايق كلها وجودات خاصه والذات الأحدية وجود مطلق والمقيد هو المطلق مع إضافة التعين إليه وهو أيضا يحصل من تجلياته، تكون اطلاقها عليها وعلى تلك الذات بالاشتراك المعنوي على سبيل التشكيك، وعلى افراد نوع واحد منها كالتعينات في العلم، مثلا، على سبيل التواطؤ. فهذه الحقايق تارة لا جوهر ولا عرض وهي واجبة قديمة، وتارة جواهر ممكنة حادثة، وتارة اعراض تابعة للجواهر. فمن لاح له حقيقة ما ذكر و ظهرت وجوه الاعتبارات عنده خلص من الشكوك والشبهات، والله الهادي.
(٢٥)