الفصل الثاني في أسمائه وصفاته تعالى اعلم، ان للحق سبحانه وتعالى بحسب (كل يوم هو في شأن (1)) شؤونات وتجليات في مراتب الإلهية وان له بحسب شؤونه ومراتبه صفات وأسماء. والصفات اما ايجابية أو سلبية، والأول اما حقيقية لا إضافة فيها كالحياة والوجوب والقيومية على أحد معنييها (2)، أو إضافة محضة كالأولية والآخرية، أو ذو إضافة كالربوبية والعلم والإرادة. والثانية كالغنى (3) والقدوسية والسبوحية (4). ولكل منها نوع من الوجود سواء كانت ايجابية أو سلبية، لان (5) الوجود يعرض العدم والمعدوم أيضا من وجه (6) و ليست الا تجليات ذاته تعالى بحسب مراتبه التي تجمعها مرتبة الألوهية المنعوتة بلسان الشرع ب (العماء)، وهي أول كثرة وقعت في الوجود وبرزخ بين الحضرة الأحدية الذاتية وبين المظاهر الخلقية لان ذاته تعالى اقتضت بذاته (7) حسب مراتب الألوهية والربوبية صفات متعددة متقابلة كاللطف والقهر والرحمة والغضب والرضا والسخط وغيرها، وتجمعها النعوت الجمالية والجلالية إذ كل ما يتعلق باللطف (8) هو الجمال وما يتعلق بالقهر (9) هو الجلال. ولكل جمال أيضا جلال
(٤٣)