لا بطريق الشهود (29)، وبصره عبارة عن تجليه وتعلق علمه بالحقايق على طريق الشهود (30)، وكلامه عبارة عن التجلي الحاصل من تعلقي الإرادة والقدرة لاظهار ما في الغيب وايجاده. قال تعالى: (انما امره إذا أراد شيئا ان يقول له كن فيكون). وهذه الصفات، وان كانت أصولا لغيرها، لكن بعضها أيضا مشروطة بالبعض في تحققه، إذا العلم مشروط بالحياة والقدرة بهما وكذلك الإرادة والثلاثة الباقية مشروطة بالأربعة المذكورة.
والأسماء أيضا، تنقسم بنوع من القسمة إلى أربعة أسماء هي الأمهات: و هي الأول والآخر والظاهر والباطن، ويجمعها الاسم الجامع وهو الله والرحمان، قال تعالى: (قل ادعوا الله أو ادعوا الرحمن أيا ما تدعوا فله الأسماء الحسنى). أي، فلكل منهما الأسماء الحسنى الداخلة تحت حيطتهما. فكل اسم يكون مظهره أزليا وأبديا: فأزليته من الاسم الأول، وأبديته من الاسم الآخر، وظهوره من الاسم الظاهر، وبطونه من الاسم الباطن. فالأسماء المتعلقة بالابداء والايجاد داخلة في الأول، والمتعلقة بالإعادة والجزاء داخلة في الآخر، وما يتعلق بالظهور والبطون داخلة في الظاهر والباطن، والأشياء لا تخلو من هذه الأربعة: الظهور والبطون والأولية والآخرية.
وينقسم بنوع من القسمة أيضا، إلى أسماء الذات (31) وأسماء الصفات و أسماء الافعال (32). وان كان كلها أسماء الذات لكن باعتبار ظهور الذات فيها يسمى أسماء الذات، وبظهور الصفات فيها تسمى أسماء الصفات، و بظهور الأفعال فيها تسمى أسماء الافعال. وأكثرها يجمع الاعتبارين أو الثلاث، إذ فيها ما يدل على الذات باعتبار وما يدل على الصفات باعتبار آخر وما يدل على الافعال باعتبار ثالث، كالرب فإنه بمعنى الثابت للذات وبمعنى المالك للصفة وبمعنى المصلح للفعل (33). وأسماء الذات (34)، هو الله الرب الملك القدوس السلام المؤمن المهيمن العزيز الجبار المتكبر العلى العظيم الظاهر الباطن الأول الآخر الكبير الجليل المجيد الحق المبين الواجد الماجد الصمد المتعال الغنى النور الوارث ذو الجلال الرقيب. وأسماء الصفات، وهي الحي الشكور القهار القاهر