غير محمول عليها وباعتبار اطلاقه، أي لا بشرط شئ، جنس محمول عليها و باعتبار عروضه على فصول الأنواع التي تحتها عرض عام عليها، وهكذا الامر في كل ما يقع على افراده بالتشكيك. والتفاوت في افراد الوجود ليس في نفس الوجود بل في ظهور خواصه من العلية والمعلولية في العلة والمعلول وبكونه قائما بنفسه في الجوهر غير قائم بنفسه في العرض ولشدة الظهور في قار الذات وضعفه في غير قار الذات، كما ان التفاوت بين افراد الانسان ليس في نفس الانسانية بل بحسب ظهور خواصها فيها، فلو كان مخرجا للوجود من ان يكون عين حقيقة الافراد لكان مخرجا للانسانية من ان يكون عين حقيقة افرادها. والتفاوت الذي بين الافراد الانسانية لا يمكن مثله في افراد شئ آخر من الموجودات ولذلك صار بعضها أعلى مرتبة وأشرف مقاما من الأملاك وبعضها أسفل رتبة وأخس حالا من الحيوان كما قال الله، تعالى: (أولئك كالانعام بل هم أضل). وقال: (لقد خلقنا الانسان في أحسن تقويم، ثم رددناه أسفل سافلين). لذلك يقول الكافر:
(يا ليتني كنت ترابا). وهذا القدر كاف لأهل الاستبصار في هذا الموضع. ومن نور الله عين بصيرته وفهم ما مر، وأمعن النظر فيه لا يعجز عن دفع الشبه الوهمية والمعارضات الباطلة، والله المستعان وعليه التكلان.
إشارة إلى بعض المراتب الكلية واصطلاحات الطائفة، فيها (164):
حقيقة الوجود إذا اخذت بشرط ان لا يكون معها شئ، فهي المسماة عند القوم بالمرتبة الأحدية (165) المستهلكة جميع الأسماء والصفات (166) فيها وتسمى جمع الجمع وحقيقة الحقايق والعماء أيضا (167).
وإذا اخذت بشرط شئ فاما ان يؤخذ بشرط جميع الأشياء اللازمة لها كليها وجزئيها، المسماة بالأسماء والصفات فهي المرتبة الآلهية (168) المسماة عندهم بالواحدية ومقام الجمع وهذه المرتبة باعتبار الايصال لمظاهر الأسماء التي هي الأعيان والحقايق إلى كمالاتها المناسبة لاستعداداتها في الخارج تسمى مرتبة الربوبية.