شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٤٦
المقتدر القوى القادر الرحمان الرحيم الكريم الغفار الغفور الودود الرؤف الحليم الصبور البر العليم الخبير المحصي الحكيم الشهيد السميع البصير.
وأسماء الافعال، هو المبدئ الوكيل الباعث المجيب الواسع الحسيب المقيت (35) الحفيظ الخالق الباري المصور الوهاب الرزاق الفتاح القابض الباسط الخافض الرافع المعز المذل الحكم العدل اللطيف المعيد المحيى المميت الوالي التواب المنتقم المقسط الجامع المغنى المانع الضار النافع الهادي البديع الرشيد. هكذا عين الشيخ، قدس سره، الأسماء في كتابه المسمى بانشاء الدوائر، نقلتها من غير تبديل وتغيير تبركا وتيمنا بأنفاسه المباركة.
ومن الأسماء ما هي مفاتيح الغيب (36) التي لا يعلمها الا هو ومن تجلى له (37) الحق بالهوية الذاتية من الأقطاب والكمل، قال تعالى: (عالم الغيب فلا يظهر على غيبه أحدا الا من ارتضى من رسول). وإليه أشار النبي، صلى الله عليه وسلم، في دعائه بقوله: (أو استأثرت به في علم غيبك) (38). وكلها داخل تحت الاسم الأول و الباطن بوجه (39) وهي المبدء للأسماء التي هي المبدأ للأعيان الثابتة كما سنبين، انشاء الله تعالى، ولا تعلق لها بالأكوان. قال الشيخ، رضى الله عنه، في فتوحاته المكية: (واما الأسماء الخارجة عن الخلق والنسب، فلا يعلمها الا هو لأنه لا تعلق لها بالأكوان). ومنها ما هي مفاتيح الشهادة، أعني الخارج، إذ قد تطلق ويراد بها المحسوس الظاهر فقط، وقد يراد بها أعم من ذلك، كما قال: (عالم الغيب و الشهادة). وكلها داخلة تحت الاسم الآخر والظاهر بوجه آخر. فالأسماء الحسنى هي أمهات الأسماء كلها (40).
واعلم، ان بين كل اسمين متقابلين اسم ذو وجهين متولد منهما هو برزخ بينهما، كما ان بين كل صفتين متقابلتين صفة ذات وجهين متولدة منهما هي برزخ و يتولد أيضا من اجتماع الأسماء بعضها مع بعض، سواء كانت متقابلة أو غير متقابلة، أسماء غير متناهية (41) ولكل منها مظهر في الوجود العلمي والعيني.

(٣٥) - أي، المقتدر والحافظ والشاهد.
(٣٦) - قال مولانا الملا محسن، قدس سره، في عين اليقين: (فمفاتيح الغيب هي الممتنعات التي لا سبيل للعقل إليها أصلا، واما الممتنعات التي يفرضها العقل كشريك الباري واجتماع النقيضين وأمثال ذلك فهي أمور متوهمة يستنتجها العقل المشوب بالوهم. ١٢ (٣٧) - بحيث قد اندكت بالكلية وتبدل وجوده.
(٣٨) - أوله: (اللهم انى أعوذ بك واثنى عليك بكل اسم سميت به نفسك). أو (استأثرت) أي اخترت، والأسماء المستأثرة ما يحكى عن ذاته وطابقها. ولهذا الاسم المستأثر لا يحكم الا بالوحي. فافهم. ١٢ (٣٩) - أي، إذا كان المراد بهما ما يعم الحقيقي والإضافي من معنييهما حتى يدخل فيهما الأسماء المستأثرة أيضا.
(٤٠) - جل الأسماء ثلاثة: ذاتية وصفتية وفعلية لان الاسم انما يطلق على الذات باعتبار نسبة و تعين، وذلك الاعتبار اما امر عدمي نسبي محض كالغنى والأول والآخر، أو غير نسبي كالقدوس والسلام، ويسمى هذا القسم أسماء الذات، أو بنفس وجودي يعتبره العقل من غير ان يكون زائدا على الذات خارج العقل فإنه محال، وهو اما ان لا يتوقف على تعقل الغير كالحي والواجب، واما ان يتوقف على تعقل الغير دون وجوده كالعالم والقادر، ويسمى هذه أسماء الصفات، واما ان يتوقف على وجود الغير كالخالق والرازق، ويسمى أسماء الافعال لأنها مصادر الافعال. 12 (41) - كما يتولد من امتزاج العناصر أمزجة غير متناهية. 12
(٤٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 24 25 43 44 45 46 47 48 49 50 51 ... » »»