قوله: وإن كان هذا أيضا صحيحا... بان يقال، هذه المفهومات أيضا عين الذات باعتبار الوجود الأحدي، أي في المرتبة الأحدية لان في هذه المرتبة تلك فانية بحسب المفهوم أيضا. ويمكن ان يكون المراد من قوله: (الفائضة منه اللازمة له) الصفات الفائضة على الأشياء كما يدل عليه كلام صدر المتألهين في إلهيات الاسفار (89) وهو هذا ليس كما سبق إلى الأوهام ان هذه الحياة والعلم والقدرة الفائضة على الأشياء عين ذاته، ولا أيضا ما توهمه كثير من المنتسبين إلى العلم ان هذه المعاني الكلية متحدة مع الذات في المعنى والمفهوم كما هو مناط الحمل الذاتي، كيف، وذاته مجهولة الكنه لغيره وهذه الصفات معلومات متغايرة المعنى، انتهى.
لكن هذا الاحتمال بعيد (90).
قوله: فان الوجود في مرتبة أحديته ينفى التعينات كلها... دليل على قوله: (هذا أيضا صحيح من وجه).
قوله: كما ان المراد من قولنا ان وجوده عين ذاته... أي، ليس المراد ان نفس المفهوم الوجود عين ذاته.
قوله: كاتحاد الصفة والموصوف... الصفات متحدة كل منها مع الآخر كما انها متحدة مع الموصوف.
قوله: قال أمير المؤمنين، عليه السلام، كمال الاخلاص نفى الصفات عنه...
أي، كمال التوحيد يقتضى ملاحظة الذات بنحو الأحدية لا الواحدية (91).
قوله: من حيث انها مغايرة... أي، من حيث نفس المفهوم من حيث هو هو، أي الصفة يقال تارة على الذات والوجود وتارة على نفس تلك المفاهيم، فيكون اطلاقها على هذا التقدير عليهما بالاشتراك اللفظي. ويمكن ان يكون مراده بهذه الحقيقة اتصاف الفائضة على الأشياء إذا لوحظ خصوصية المصداق.
قوله: لأن هذه الحقايق اعراض... دليل للاشتراك اللفظي، أي هذه الصفات تكون ذات مراتب: مرتبة منها عين الواجب وفانية فيه وهي المرتبة الأحدية، ومرتبة منها تكون غير الواجب بحسب المفهوم وعينه بحسب الوجود هي المرتبة الواحدية، ومرتبة منها تكون عين الممكن كما في المجردات، ومرتبة منها