شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٢٠٦
ما يفهم من عبارات القوم ان لمفاتيح الغيب اطلاقات ثلاثة:
أحدها، المراتب الغيبية للذات.
والثاني، الصور التفصيلية العلمية التي في مرتبة الواحدية الثالث، الأسماء التي لا يكون لها مظاهر في الخارج كما سيجئ هذا المعنى الأخير في آخر هذا الفصل (98). قال صاحب المجلى: ومن الأسماء ما استأثره الله لنفسه فلا يعلمها الا هو، وتسمى مفاتيح الغيب يدل على ذلك:
قوله (ع): (وبالأسماء التي استأثرت بها في علم الغيب عندك). وكلها داخلة تحت الاسم الأول والباطن كما ان الأسماء المعلومة داخلة تحت الآخر والظاهر.
قال صدر المتألهين في الإلهيات من الاسفار ج إلهيات، ص 263 في مبحث العلم في أول الفصل المعنون بقوله: (فصل في ذكر صريح العقل وخالص اليقين ومخ القول في علمه تعالى، السابق على كل شئ حتى على الصور العلمية القائمة بذاته التي هي بوجه عين الذات وبوجه غيرها. و هذه المرتبة في العلم هي المسماة بالغيب المشار إليه بقوله تعالى: (وعنده مفاتح الغيب لا يعلمها الا هو). فالمفاتيح هي الصور التفصيلية، والغيب هو مرتبة الذات البحتة المتقدمة على تلك التفاصيل.
قوله: وهي معان معقولة... ط گ‍، ص 13 أي، الصفات معان معقولة أو الأسماء. قوله: ولا يدخل في الوجود... أي، لا يكون لها تحقق بالذات بل بواسطة الوجود، فيكون تحققها بالعرض لان ما يكون من سنخ المفاهيم يكون مقابلا للوجود فلا يصير موجودا بالذات والا يلزم الانقلاب. لكن هذا المعنى لا يناسب قول الشارح فهي موجودة في العقل، بل المراد انها ليست موجودة في الخارج بنحو الكلية كما سيجئ.
قال مولانا الملا محسن في عين اليقين: (الاسم عين المسمى باعتبار الهوية

(98) - والأسماء التي ليست لها مظاهر لا تعد من المفاتيح، لا الغيب ولا الشهادة.
(٢٠٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 201 202 203 204 205 206 207 208 209 210 211 ... » »»