شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ٢٠٢
على الحقيقة الا النفس الرحماني). وقال الشارح في ذلك الفص: (ايجاد عالم الأرواح وصورها في النفس الرحماني المسماة بالطبيعة الكلية).
قال صاحب المجلى: (قيل، الطبيعة قوة نافذة من نفس الكل في جميع الأجسام السماوية والأرضية من محدب فلك المحيط إلى مركز الأرض. وقيل، الطبيعة عبارة عن الحقيقة الجامعة للحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة والحاكمة على هذه الأربع).
قال صاحب رسائل اخوان الصفاء: (ان مرتبة الطبيعة دون مرتبة النفس الكلية وفوق الهيولا والصورة، وفسر (بليناس) وغيره الطبيعة، فقالوا انها حقيقة جامعة بالذات بين الحرارة والبرودة والرطوبة واليبوسة، وان كل واحد من الأربعة غير الآخر، والطبيعة لا يغاير واحدا من الأربعة).
قال الشيخ الرئيس في كتاب المبدء والمعاد: (أشرف الموجودات بعد الأول تعالى عقل الكل ثم يليه نفس الكل. وقد يصح لنا ما نبينه بعد ان طبيعة الأجرام الفاسدة وموضوعها حادث عن جرم الكل فيسمون ذلك طبيعة الكل.
قوله: وهذا وإن كان صحيحا من وجه... ط گ‍، ص 13 - 12 والوجه هوان العقل الأول أيضا رب لكل ما يكون تحته ويكون مشتملا على جميع الأشياء اللازمة لحقيقة الوجود كليها وجزئيها، ولكن مع هذه المرتبة يكون تابعا للمرتبة التي فوقه، فيكون المرتبة الإلهية الإضافية والباطنية الإضافية، هذا إذا كان المراد بمرتبة العقل الأول نفس العقل الأول، واما إذا كان المراد بها مرتبة الاسم الرحمن وهي التي أشار إليها سابقا بقوله: وإذا اخذت بشرط كليات الأشياء فقط، وهي مرتبة اسم الرحمن، رب العقل الأول. فالحقيقة باعتبار ان الكليات مشتملة على الجزئيات أيضا على نحو قوله ولو لا وجه المغايرة لما كان تابعا في بسم الله الرحمن الرحيم. أي كما كان في نفس الامر تابعا يكون في هذا الكلام الشريف الذي كاشف عن الواقع أيضا تابعا للمرتبة الألوهية.
قوله: لا ما يسبق إلى الأوهام من ان الحياة والعلم... ط گ‍، ص 12 أي المفهومات والمهيات والأعيان الثابتة اللازمة لذاته، يكون غير ذاته بحسب المفهوم.
(٢٠٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 197 198 199 200 201 202 203 204 205 206 207 ... » »»