شرح فصوص الحكم - محمد داوود قيصري رومي - الصفحة ١٨٦
قوله: عين باقيها... أي، بحسب الوجود يكون عينا لا بحسب المفهوم.
قوله: ولكونها مجتمعين في عين الوجود يجتمعان في العقل أيضا... ص 13، س 5 أي، لا شك ان النقيضين يجتمعان في العقل والاجتماع يتحقق بوجود هما في العقل، أي مناط اجتماعهما في العقل هو اجتماعهما في الوجود في العقل.
قوله: عدم اجتماعهما في الوجود... ص 13، س 6 أي، في مرتبة معينة. هذا دفع لما يقال كيف يجتمعان، أي النقيضان، في عين الوجود أو في العقل مع عدم جواز اجتماعهما في الوجود الخارجي، بان عدم اجتماعهما في الوجود الخارجي لا ينافي اجتماعهما في عين الوجود أو في العقل.
قال الشارح في فص العيسوي ط گ‍، فص عيسوي، ص 334: (وكون أعيان السواد والبياض والحرارة والبرودة في الذهن مجتمعة لا يمنع تقابلها، كما لا يمنع تقابل الذي بين النقيضين المجتمعين في العقل دون الخارج) (51).
قال صدر المتألهين في الاسفار ط گ‍، ج 1، ص 83: (فصل في ان الوجود لا ضد له ولا مثل له بعد بيان بطلان كون الوجود ضد الشئ ومثلا له فخالف فيخالف الوجود جميع الحقايق لوجود أضدادها وتحقق أمثالها، فصدق فيه ليس كمثله شئ، وبه تحقق الضدان ويتقوم المثلان بل هو الذي يظهر بصورة الضدين ويتجلى في هوية المثلين وغيرهما. وهذه الحيثيات انما هي باعتبار التعينات والتنزلات، واما بحسب حقيقة الوجود بما هو وجود، فيضمحل فيه الحيثيات كلها ويتحد معه الجهات جميعها. فان جميع الصفات الوجودية المتقابلة والمتشابهة مستهلكة في عين الوجود فلا مغايرة الا في اعتبار العقل...).
(فطبيعة الوجود مخالفة بحسب المفهوم للمفهومات غير منافية لها (52)، كيف، وما من مفهوم الا وله تحقق في الخارج أو في العقل. والصفات السلبية مع كونها عائدة إلى العدم راجعة إلى الوجود من وجه. فكل من الجهات المتغايرة والحيثيات المتنافية لها رجوع إلى حقيقة الوجود. وعدم اجتماعها في الوجود الخارجي الذي هو مرتبة من مراتب الوجود ونشأة من نشآته لا ينافي اجتماعها في الوجود من حيث هو وجود. واما كونه منافيا للعدم فليس باعتبار كونه مفهوما من المفهومات

(51) - وما حرره الشارح عبارة عن معنى كلام الماتن، أي الشيخ الأكبر، حيث قال: (والتقابل الذي في الأسماء الإلهية هي في النسب، انما أعطاه النفس). قال الشارح العلامة: أي أظهره النفس بقابليته لان التقابل غير حاصل في الأسماء ثم يحصل منه، فان التعينات الأسمائية في الحضرة الإلهية والعلمية يقتضى ذلك التقابل. فلو لم يكن تقابلها في الباطن لم يكن إذا في الظاهر إذ الظاهر صورة الباطن والوجود الخارج مخرج ما في الباطن إلى الظاهر. وكون أعيان السواد والبياض... إلى آخر ما نقل سيد الحكماء (قده) عن الشارح العلامة.
(52) - والدليل عليه انه لو كان بين الوجود وسائر المفاهيم تنافيا لما تجتمع في الذهن، فاجتماع الوجود مع ساير المفاهيم في نشأة الذهن دليل على عدم تنافيها. وإذا ثبت ان الوجود لا ضد له ولا مثل، يتفرع عليه ان مفهومه وإن كان مخالفا للمفاهيم لكن لا منافاة بينه و مفهوم من المفاهيم بحسب الذات.
(١٨٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 181 182 183 184 185 186 187 188 189 190 191 ... » »»