الوجود بحسب التحقق لا يجتمعان، ففي الواقع عدم الاجتماع مستند إلى التعينين المتغايرين عقلا، فاختلاف الجهتين انما هو باعتبار العقل. الحاصل ان الجهتين اللتين يكون النقيضان بتلك الجهتين نقيضين تكون بحكم العقل و اعتبار العقل واما بحسب الخارج ونفس الامر فتتحد الجهات بحسب التحقق بحقيقة الوجود المطلق.
ويمكن ان يقال، ان المراد انه إذا لوحظ حقيقة الوجود المقابلة للمفهوم (46) التي تكون ذات مراتب من حيث هي هي، أو حقيقة الوجود، أي الوجود الصرف الواجبي الموجد للأشياء كلها مع قطع النظر عن المراتب والتعينات في الأول ومن التجليات والظهورات في الثاني (47)، يجد العقل في الأول انها تصلح ان تصير ذات مراتب (48) وان تصير متعينة بالتعينات، وفي الثاني ان تظهر بالظهورات وتتجلى بالتجليات علما وعينا، ففي هذه المرتبة وهذه الملاحظة لا تكون التعينات والمراتب في الأول والظهورات والتجليات في الثاني بل التعينات و الظهورات كلها مستهلكة في هذه المرتبة الا ان العقل يحكم بان لها هذه الصلاحية، أي صلاحية ان تصير متعينة بالتعينات في الأول، ولها القدرة على ان تتجلى وتظهر في الثاني، فلا مغايرة ولا تمايز في هذه المرتبة بين هذه التعينات و الجهات والحيثيات في الأول والظهورات والتجليات في الثاني الا باعتبار العقل و حكم العقل بجواز صيرورتها متعينة بالتعينات أو ظاهرة بالظهورات. وقوله (مستهلكة) يؤيد هذا المعنى فهذه الجهات مستهلكة في حقيقة الوجود ثم تظهر في المراتب.
قوله: عائدة إلى العدم أيضا راجعة إلى الوجود... ص 13، س 3 أي، كالصفة الثبوتية (49). قال في آخر فصل الرابع ط گ، فصل سوم، ص 27 - 26: (حتى ان الاعدام المتمايزة بعضها عن بعض تمايزها، أيضا، باعتبار وجوداتها في الذهن المعبر لها أو باعتبار وجودات ملكاتها (50) الا ان لها ذوات متمايزة بذاتها أو بصفاتها.
قوله: فكل من الجهات المتغايرة من حيث وجودها العقلي عين باقيها ط گ، ص 6 قوله (من حيث وجودها العقلي) متعلق بقوله (المتغايرة).