هذا التجلي والظهور هو عين الوجود الفعلي المسمى بالنفس الرحماني، وغيرها باعتبار المرتبة الأحدية وليس في الوجود الا وجود مطلق ووجود مقيد وحقيقة الوجود فيهما حقيقة واحدة كذا في نقد النصوص. أو المراد انه عين الأشياء بحسب التحقق، أي عين تحقق الأشياء وغيرها بملاحظة ذاته إذا كان المراد بالحق والواجب هو الوجود المطلق المقابل للمفهوم.
قال صدر المتألهين في سفر النفس من الاسفار في مبحث المعاد في الفصل المعنون بقوله: (فصل في الإشارة إلى حشر جميع الموجودات حتى الجماد...).
فذات العقل كأنها مرآة يترائى فيها صورة الأول، كما ليس في صفحة المرآت لون ولا شئ وجودي الا الصورة المرئية ولا الصورة المرئية مغايرة لحقيقتها فكذلك ليس للعقل هوية الا صورة هوية الأول والصورة ليست بأمر مفارق لذي الصورة ولا تفاوت جهة فيهما الا كونها مثالا له وحكاية عنه، وهو ذاتها وحقيقتها.
فالذات الإلهية هي حقيقة العقل والعقل مثالها.
قوله: فالمهيات صور كمالاته ومظاهر أسمائه وصفاته ظهرت أولا في العلم ثم في العين... ص 15، س 9 هذا صريح في ان للوجود مراتب، لأنه إذا كان الوجود واحد غير متعدد وله مرتبة واحدة فأي معنى لظهوره أولا في العلم ثم في العين لأنه حينئذ لا فرق بين العلم والعين وبماذا يفرق بينهما؟ (64) قوله: لان تلك الحقايق أيضا عين ذاته حقيقة وإن كانت غيرها تعينا... ص 15، س 62 أي، الأعيان الثابتة عين الواجب بحسب التحقق في وجود العلمي وإن كانت مغايرة لوجود الواجب بحسب المفهوم (65).
قوله: الوجود واجب لذاته إذ لو كان ممكنا لكان له علة موجودة فيلزم تقدم الشئ على نفسه... ص 15، س 25 أقول: هذا هو بعينه ما قاله المحقق الخفري في إثبات الواجب (66) من غير الاستعانة بابطال التسلسل دون الدور، بقوله: (ليس للموجود المطلق من حيث هو موجود مبدء والا لزم تقدم الشئ على نفسه...) (67) وقال صدر المتألهين في رده: (وجه المغالطة ما أشرنا إليه سابقا، ان استحالة تقدم الشئ على نفسه واستحالة التناقض انما تظهر في موضوع الوحدة العددية لا