معرفتك) ظاهر، ولكن سريان هذا الوجود في كل شئ كما يظهر من عباراته محل اشكال، الا ان يكون المراد سريانه باعتبار التجلي كما قال مولانا عبد الرحمن الجامي في شرح اللمعات كما مر (41).
قوله: فتسمى بالمهية والأعيان الثابتة كما نبينه في الفصل الثالث... ص 12، س 16 أي، يسمى هذه الصور والحقايق بالمهية والأعيان الثابتة وما ذكر في الفصل الثالث شاهد على ذلك. فإنه قال فيه ط گ ص 18: اعلم ان للأسماء الإلهية صورا معقولة في علمه تعالى بذاته ولذاته وأسمائه وصفاته، وتلك الصور العلمية هي المسماة بالأعيان الثابتة، سواء كانت كلية أو جزئية (في اصطلاح أهل الله) و يسمى كلياتها بالمهيات والحقايق عند أهل النظر وجزئياتها بالهويات عندهم.
فالمهيات هي الصور الكلية الأسمائية المتعينة في الحضرة العلمية تعينا أوليا و تلك الصور فائضة عن الذات الإلهية بالفيض الأقدس والتجلي الأول بواسطة الحب الذاتي.
قوله: فلا واسطة بينه وبين العدم ص 12، س 18 تفريع على قوله: (فهو المحيط بجميعها) (42) قوله: كما لا واسطة بين الموجود والمعدوم... ص 12، س 18 لان القائلين بثبوت المعدومات ما يعترفون بعدم الواسطة بينهما وان كانوا قائلين بالواسطة بين الوجود والعدم فيقولون المعدوم الممكن ثابت.
قوله: والمهية الحقيقية واسطة بين وجودها الخاص وعدمها... ص 12، س 19 جواب سؤال مقدر (43)، كأنه قال قائل: انكم قائلون بثبوت المهيات في الحضرة العلمية وتلك المهيات لا تكون موجودة ولا معدومة، فلكونها ثابتة قبل تحققها على مذاقكم لا تكون معدومة. اما انها ليست بموجودة فظاهر لان المفروض ان هذا الثبوت يكون قبل تحققها فتكون واسطة بينهما. وتقرير الجواب: ان المهيات اما حقيقية أي ممكنة التحقق، أو اعتبارية أي ممتنعة التحقق. فالأولى موجودة بوجود الواجب وإن كانت غير موجودة بوجودها الخاص فتكون واسطة بين وجودها الخاص وعدمها الخاص، أي العدم الطارئ