جميعها متحققة بالوجود منبعثة عنه ومن فروعه وتوابعه، فلا يلزم على هذا، أي على كون الموجود هو الأصل في التحقق والبواقي من التعينات من فروعه و توابعه، احتياج حقيقة الوجود إلى الغير بل احتياج مرتبة إلى مرتبة منه.
قوله: كل ممكن قابل للعدم... اعلم، ان الممكن قسمان: المهية الممكنة، و الوجود الممكن. والممكن الذي يكون قابلا للعدم هو المهية لا مطلق الممكن. و الوجود الممكن هو الذي يكون ذاته محض الربط بفاعله فإذا لم يكن الفاعل لم يكن هو من رأس، فهو قابل للعدم بهذا المعنى لا غير. لكن مراده بالممكن، كما هو الظاهر من كلامه، هو الممكن المهيتي فصح قوله: (كل ممكن قابل للعدم).
فسنخ الوجود عند العرفاء واجب، أي ذاته عين التحقق وغير قابل للعدم، عباراته، سابقها ولا حقها، تدل على هذا.
قوله: لا يقال ان وجود الممكن... أي، المهية الممكنة تارة موجودة وتارة تكون معدومة، وفي عين عدمها لا يكون وجودها موجودا، فيكون وجودها معدوما.
قال في جوابه، ان وجود الممكن في حال عدم الممكن يكون موجودا ولكن لا يكون له ظهور في هذا العين المخصوصة، فالذي يكون معدوما في حالة عدم الممكن هو ظهور الوجود في هذا العين لا نفس الوجود، فالظهور قابل للعدم و الظهور ليس عين الوجود بل حالة عارضة له.
قوله: وفي الحقيقة الممكن أيضا... أي، كالوجود المطلق لا ينعدم، أي مطلقا، بل ينعدم من الظهور الخاص ويصير موجودا بوجود الحق كما كان غير ظاهر في أول الامر (77).
قوله: كالأفراد الخارجية التي للانسان... أي، بان يكون التشخص زايدا عليه وإن كان له مراتب، أي لا يكون الوجود من سنخ المهية، لكن ظاهر عباراته دال على ان لا يكون للوجود مراتب في الواقع، بل الوجود واحد وله مرتبة واحدة ولكن يصير متعينا بتعينات عديدة ويصير باعتبار كل تعين فردا من الافراد ولا يكون له شدة وضعف بحسب الذات (78).