الأكابر اطلاق الوجود تارة على ذات الحق وتارة على مطلق الشامل وتارة على معنى العقل، انتهى. أسفار، ط گ، ج 1، ص 196 قال شيخ محى الدين ابن العربي، قدس سره، في الفتوحات: هو عين كل شئ في الظهور، ما هو عين الأشياء في ذواتها، سبحانه وتعالى، بل هو هو والأشياء أشياء. قال صدر الدين القونوي في مفتاح الغيب: (والوجود الظلي تجلى من تجليات غيب الهوية) (11).
قال صدر المتألهين في مبحث العلة والمعلول من الاسفار ط گ جلد أول ص 192: قد ثبت بما ذكرنا انه إذا أطلق في عرفهم الوجود المطلق على الحق الواجب يكون مرادهم الوجود بالمعنى الأول، أي الحقيقة بشرط لا شئ (12)، لا هذا المعنى الأخير أي النفس الرحماني والا يلزم عليهم المفاسد الشنيعة كما لا يخفى. وما أكثر ما ينشأ لأجل الاشتباه بين هذين المعنيين من الضلالات والعقايد الفاسدة من الالحاد والحلول واتصاف الحق الأول بصفات الممكنات وصيرورته محل النقايص والحادثات. فعلم ان التنزيه الصرف والتقديس المحض كما رآه المحققون من الحكماء وجمهور أرباب الشرايع والفضلاء من الاسلاميين باق على الوجه المقرر، بلا ريب بعد الفرق بين مراتب الوجود على ما بيناه كما قيل من يدريه ما قلت لم يخذل بصيرته وليس يدريه الا من له البصر وللإشارة إلى هذه المراتب الثلث وكونها مما ينتزع من كل منها بنفسها الوجود العالم العقلي.
قال علاء الدولة السمناني في حواشيه على الفتوحات المكية: الوجود هو الله، والوجود المطلق فعله والوجود المقيد اثره. وليس المراد من الوجود المطلق العام الانتزاعي بل الانبساطي، انتهى (13).
وممكن ان يقال ان مراد القيصري من الوجود هو الوجود الصرف، أي المرتبة الأحدية (14)، واما الوجود المشوب هو ظهور الوجود وليس بوجود.
قال صدر المتألهين في إلهيات الاسفار في الفصل المعنون بقوله: (فصل في ان واجب الوجود تمام الأشياء وكل الوجود). العرفاء اصطلحوا في اطلاق الوجود