بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٨٠
حاضرا، فلم يكن العلم حضور شئ لشئ، هذا خلف.
الفصل الرابع في أنواع التعقل ذكروا أن التعقل على ثلاثة أنواع (1):
أحدها: أن يكون " العقل بالقوة "، أي لا يكون شيئا من المعقولات بالفعل، ولا له شئ من المعقولات بالفعل، لخلو النفس عن عامة المعقولات.
الثاني: أن يعقل معقولا أو معقولات كثيرة بالفعل، مميزا لبعضها من بعض، مرتبا لها، وهو " العقل التفصيلي ".
الثالث: أن يعقل معقولات كثيرة عقلا بالفعل من غير أن يتميز بعضها من بعض، وإنما هو عقل بسيط إجمالي فيه كل التفاصيل، ومثلوا له بما إذا سألك سائل عن عدة من المسائل التي لك علم بها، فحضرك الجواب في الوقت، فأنت في أول لحظة تأخذ في الجواب تعلم بها جميعا علما يقينيا بالفعل، لكن لا تميز لبعضها من بعض، ولا تفصيل، وإنما يحصل التميز والتفصيل بالجواب، كأن ما عندك (2) منبع تنبع وتجري منه التفاصيل، ويسمى: " عقلا إجماليا ".
الفصل الخامس في مراتب العقل (3) ذكروا أن مراتب العقل أربع (4):
إحداها: كونه بالقوة بالنسبة إلى جميع المعقولات، وتسمى: " عقلا هيولانيا "،

(1) راجع الفصل السادس من المقالة الخامسة من الفن السادس من طبيعيات الشفاء، والتحصيل: 812 - 814. وتعرض لها الفخر الرازي ثم ناقش في القسم الأخير، راجع المباحث المشرقية 1: 335 - 337.
(2) من بسيط العلم.
(3) أي العقل النظري، وهو القوة التي بها تستفيض النفس من مبادئها العالية ما يكمل جوهرها من المعقولات.
(4) راجع الفصل الخامس من المقالة الأولى من إلهيات الشفاء، والنجاة: 165 - 166، وشرح الإشارات 2: 353 - 357، والأسفار 3: 418 - 423.
(١٨٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 176 177 178 179 180 181 182 183 184 185 ... » »»