بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٦٧
بمتحققة بين السرعة والبط ء، إذ ما من سريع إلا ويمكن أن يفرض ما هو أسرع منه، وكذا ما من بط ء إلا ويمكن أن يفرض ما هو أبطأ منه.
والحق: أن السرعة والبط ء وصفان إضافيان، فسرعة حركة بالنسبة إلى أخرى بط ء بعينها بالنسبة إلى ثالثة، وكذلك الأمر في البط ء والسرعة بمعنى الجريان والسيلان خاصة لمطلق الحركة، ثم تشتد وتضعف، فيحدث بإضافة بعضها إلى بعض السرعة والبط ء الإضافيان.
الفصل الخامس عشر في السكون يطلق السكون على خلو الجسم من الحركة قبلها أو بعدها، وعلى ثبات الجسم على حاله التي هو عليها، والذي يقابل الحركة هو المعنى الأول، والثاني لازمه، وهو معنى عدمي - بمعنى انعدام الصفة عن موضوع قابل هو الجسم -، فيكون هو عدم الحركة عما من شأنه أن يتحرك، فالتقابل بينه وبين الحركة تقابل العدم والملكة (1). ولا يكاد يخلو عن الحركة جسم أو أمر جسماني، إلا ما كان آني الوجود، كالوصول إلى حد المسافة، وانفصال شئ من شئ، وحدوث الأشكال الهندسية، ونحو ذلك.
الفصل السادس عشر في انقسامات الحركة تنقسم الحركة بانقسام الأمور الستة التي تتعلق بها ذاتها.
فانقسامها بانقسام المبدأ والمنتهى كالحركة من مكان كذا إلى مكان كذا

(١) هذا رأي الحكماء، كالشيخ الرئيس في الفصل السابع من المقالة الرابعة والفصل الرابع من المقالة الثانية من الفن الأول من طبيعيات الشفاء، والنجاة: ١١٤ - ١١٥، وصدر المتألهين في شرح الهداية الأثيرية: 89. خلافا للمتكلمين القائلين بأن بينهما تقابل التضاد، وتبعهم المحقق الطوسي كما في كشف المراد: 271.
(١٦٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 172 174 ... » »»