بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٨٢
يخرج ما بالقوة نفسه من القوة إلى الفعل.
فمفيض الصورة العقلية جوهر عقلي مفارق للمادة، فيه جميع الصور العقلية الكلية على نحو ما تقدم من العلم الاجمالي العقلي، تتحد معه النفس المستعدة للتعقل على قدر استعدادها الخاص، فيفيض عليها ما تستعد له من الصور العقلية، وهو المطلوب.
وبنظير البيان السابق يتبين أن مفيض الصور العلمية الجزئية جوهر مثالي مفارق، فيه جميع الصور المثالية الجزئية على نحو العلم الاجمالي، تتحد معه النفس على قدر ما لها من الاستعداد.
الفصل السابع ينقسم العلم الحصولي إلى تصور وتصديق لأنه إما صورة حاصلة من معلوم واحد أو كثير من غير إيجاب أو سلب، ويسمى: " تصورا " كتصور الانسان والجسم والجوهر، وإما صورة حاصلة من معلوم معها إيجاب شئ لشئ أو سلب شئ عن شئ، كقولنا: " الانسان ضاحك "، وقولنا: " ليس الانسان بحجر " ويسمى: " تصديقا "، وباعتبار حكمه:
" قضية ".
ثم إن القضية، بما تشتمل على إثبات شئ لشئ أو نفي شئ عن شئ، مركبة من أجزاء فوق الواحد.
والمشهور أن القضية الموجبة (1) مؤلفة من الموضوع والمحمول والنسبة الحكمية - وهي نسبة المحمول إلى الموضوع - والحكم باتحاد الموضوع مع المحمول، هذا في الهليات المركبة التي محمولاتها غير وجود الموضوع، وأما الهليات البسيطة التي محمولها وجود الموضوع، كقولنا: " الانسان موجود "، فأجزاؤها ثلاثة: الموضوع والمحمول والحكم، إذ لا معنى لتخلل النسبة - وهي

(1) أي القضية الحملية الموجبة.
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 183 184 185 186 187 ... » »»