بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ١٨٤
الخارج على ما كان.
فالحكم فعل للنفس، وهو مع ذلك من الصور الذهنية الحاكية لما وراءها، ولو كان الحكم تصورا مأخوذا من الخارج كانت القضية غير مفيدة لصحة السكوت، كما في كل من المقدم والتالي في القضية الشرطية، ولو كان تصورا أنشأته النفس من عندها من غير استعانة من الخارج لم يحك الخارج.
وثالثا: أن التصديق يتوقف على تصور الموضوع والمحمول، فلا تصديق إلا عن تصور.
الفصل الثامن وينقسم العلم الحصولي إلى بديهي ونظري والبديهي منه (1) ما لا يحتاج في تصوره أو التصديق به إلى اكتساب ونظر، كتصور مفهوم الشئ والوحدة ونحوهما، وكالتصديق بأن الكل أعظم من جزئه، وأن الأربعة زوج. والنظري ما يتوقف في تصوره أو التصديق به على اكتساب ونظر، كتصور ماهية الانسان والفرس، والتصديق بأن الزوايا الثلاث من المثلث مساوية لقائمتين، وأن الانسان ذو نفس مجردة.
والعلوم النظرية تنتهي إلى العلوم البديهية وتبين بها، وإلا ذهب الأمر إلى غير النهاية، ثم لم يفد علما على ما بين في المنطق (2).
والبديهيات كثيرة مبينة في المنطق (3)، وأولاها بالقبول: الأوليات، وهي

(1) ويسمى أيضا: " ضروريا ".
(2) وإليه أشار الحكيم السبزواري بقوله:
" كل ضروري وكسبي وذا * من الضروري بفكر اخذا " راجع شرح المنظومة (قسم المنطق): 9.
(3) قد أنهوا البديهيات إلى ستة أقسام: 1 - المحسوسات. 2 - المتواترات. 3 - التجربات.
4 - الفطريات. 5 - الوجدانيات. 6 - الأوليات.
راجع الفصل الرابع من المقالة الأولى والفصل الخامس من المقالة الثالثة من الفن الخامس من منطق الشفاء، والتحصيل: 193، وشرح المطالع: 333 - 334، وشرح الإشارات 1: 213 - 214، وشرح حكمة الإشراق: 118 - 123، وشرح المنظومة (قسم المنطق): 88 - 91، وأساس الإقتباس: 345.
(١٨٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 179 180 181 182 183 184 185 186 187 188 189 ... » »»