القوابل المختلفة من الأجسام الكثيفة، كذلك الوجود حقيقة واحدة ذات مراتب مختلفة متمايزة بالشدة والضعف، والتقدم والتأخر، وغير ذلك، فيرجع ما به الامتياز فيها إلى ما به الاشتراك، وما به الاختلاف إلى ما به الاتحاد، فليست خصوصية شئ من المراتب جزءا مقوما للوجود، لبساطته - كما سيجئ (1) -، ولا أمرا خارجا عنه، لأن أصالة الوجود تبطل ما هو غيره الخارج عنه، بل الخصوصية في كل مرتبة مقومة لنفس المرتبة (2) - بمعنى ما ليس بخارج منها -.
ولها (3) كثرة طولية باعتبار المراتب المختلفة الآخذة من أضعف المراتب، وهي التي لا فعلية لها إلا عدم الفعلية، وهي المادة الأولى الواقعة في أفق العدم، ثم تتصاعد (4) المراتب إلى أن تنتهي إلى المرتبة الواجبة لذاتها، وهي التي لا حد لها إلا عدم الحد. ولها (5) كثرة عرضية باعتبار تخصصها بالماهيات المختلفة التي هي مثار الكثرة.