بداية الحكمة - السيد محمد حسين الطباطبائي - الصفحة ٥
مقدمة في تعريف هذا الفن وموضوعه وغايته الحمد لله، وله الثناء بحقيقته، والصلاة والسلام على رسوله محمد خير خليقته وآله الطاهرين من أهل بيته وعترته.
الحكمة الإلهية علم يبحث فيه عن أحوال الموجود بما هو موجود، وموضوعها - الذي يبحث فيه عن أعراضه الذاتية (1) - هو الموجود بما هو

(1) المشهور أن موضوع كل علم ما يبحث فيه عن عوارضه الذاتية. واختلفت كلماتهم في تفسير العوارض الذاتية. فذهب القدماء منهم إلى أن العرض الذاتي ما يعرض للشئ بحيث يكون هو كافيا في العرض أو تكون الواسطة مساوية له في الصدق. وذهب الآخرون إلى أن العرض الذاتي ما يكون صفة للشئ بحال نفسه لا بحال متعلقه، كما ذهب إليه الحكيم السبزواري في تعليقة الأسفار 1: 32.
وقد ذكر المصنف (رحمه الله) للعرض الذاتي خواصا، وحاصلها: " أن العرض الذاتي ما يؤخذ في حده الموضوع أو يؤخذ هو في حد الموضوع، ولا يعرض موضوعه بواسطة أصلا سواء كانت متساوية أو أعم أو أخص، ويجب أن يكون مساويا لموضوعه لا أعم منه " راجع تعليقته على الأسفار 1: 31.
(٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « 2 3 4 5 6 7 9 11 12 13 14 ... » »»