مفتاح الغيب - أبي المعالي القونوي - الصفحة ٣٤
التوفيق، اما بالفتح الإلهي بدون واسطة معلومة، أو بواسطة المعاودة والتثبت والاختبار المتفرع عن نور الايمان المحقق والفطرة الإلهية، وكذلك فلا تستنكر الترتيب، فليس عن تعمل، بل الامر كما نبه عليه في أول هذا المسطور، والحق اخر الكلام بأوله وأوله باخره وأجمع نبذه (1) المبثوتة فيه، وانظر ما يبدو لك من المجموع اخرا تكن من الأولياء المهتدين.
واعلم أن هذا الكتاب لم يوضع لكافة الناس وعامتهم، بل ولا للخاصة، ولكن لقوم هم من خلاصة (2) الخاصة، ينتفعون به في أثناء سلوكهم، قبل التحقق بغاياتهم، ويتذكرون بنكتة سر بداياتهم فيكملون ويكملون، ويشكرون ويستزيدون بما تبصرون فيزدادون.
وبعد: فاستمع الان سر الجمع والوجود والايجاد والترتيب، والسر الغائي المقصود، والله يقول الحق وهو يهدى السبيل - الأحزاب)

(1) - أي القطعة - ق (2) - قال مؤيد الدين الجندي في شرحه على الفصوص: واما الخاصة: فيرون الوحدة، فان التوحيد فيه كثرة الموحد والموحد والتوحيد، وهى اغيار عقلا عاديا، والوحدة ليست كذلك.
واما الخاصة الخاصة: فيرون الوحدة في الكثرة ولا غيرية بينها. - وخلاصة خاصة الخاصة: يرون الكثرة في الوحدة.
وصفاء خلاصة خاصة الخاصة: يجمعون بين الشهودين، وهم في هذا الشهود الجمعي على طبقات:
فكامل له الجمع، وأكمل منه شهودا ان يرى الكثرة في الوحدة عينها ويرى الوحدة في الكثرة عينها كذلك شهودا جمعيا، ويشهدون العين الأحدية جامعة بين الشهودين في الشاهد والمشهود. وأكمل وأعلى وأفضل ان يشهد العين الجامعة مطلقة عن الوحدة والكثرة والجمع بينها وعن الاطلاق المفهوم في عين السواء بين ثبوت ذلك كلها لها وانتفاعه عنها، وهؤلاء هم صفوة صفاء خلاصة خاصة الخاصة، جعلنا الله وإياك منهم، بمنه انه قدير خبير (خواجوى). هم خلاصة - ط - م - ك
(٣٤)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 ... » »»
الفهرست