التوفيق، اما بالفتح الإلهي بدون واسطة معلومة، أو بواسطة المعاودة والتثبت والاختبار المتفرع عن نور الايمان المحقق والفطرة الإلهية، وكذلك فلا تستنكر الترتيب، فليس عن تعمل، بل الامر كما نبه عليه في أول هذا المسطور، والحق اخر الكلام بأوله وأوله باخره وأجمع نبذه (1) المبثوتة فيه، وانظر ما يبدو لك من المجموع اخرا تكن من الأولياء المهتدين.
واعلم أن هذا الكتاب لم يوضع لكافة الناس وعامتهم، بل ولا للخاصة، ولكن لقوم هم من خلاصة (2) الخاصة، ينتفعون به في أثناء سلوكهم، قبل التحقق بغاياتهم، ويتذكرون بنكتة سر بداياتهم فيكملون ويكملون، ويشكرون ويستزيدون بما تبصرون فيزدادون.
وبعد: فاستمع الان سر الجمع والوجود والايجاد والترتيب، والسر الغائي المقصود، والله يقول الحق وهو يهدى السبيل - الأحزاب)