ولم يرث ابن العميد الكتابة عن كلالة بل كان كما قال ذو الرمة في وصف صياد حاذق (ألفي أباه بذاك الكسب يكتسب *) البسيط لأن أباه أبا عبد الله الحسين بن محمد المعروف بكلة في الرتبة الكبرى من الكتابة ورسائله مدونة بخراسان وذكر أبو إسحاق الصابي في الكتاب التاجي أن رسائل أبي عبد الله لا تقصر في البلاغة عن رسائل ابنه أبي الفضل وعندي أن هذا الحكم من أبي إسحاق فيه حيف شديد على ابن العميد والقاص لا يحب القاص ومن خبر أبي عبد الله أن أصله من قم وكان يكتب لما كان بن كاكي فلما قتل ما كان في المعركة واستبيح عسكره وحمل قواده وخواصه مقرنين في الأصفاد إلى الحضرة ببخارى وفي جملتهم أبو عبد الله نفعته شفاعة فضله ونبله فأطلق عنه وأكرم ورتب في الدار السلطانية ولما تقلد ديوان الرسائل للملك نوح بن نصر ولقب الشيخ كالعادة فيمن يلي ذلك الديوان حسده أبو جعفر محمد بن العباس بن الحسين الوزير فقال فيه (تظلم ديوان الرسائل كله * إلى الملك القرم الهمام وحق له) الطويل من أبيات أنسانيها تطاول المدة بها واستعجم علي مكانها وكان إذا ذاك أبو القاسم علي بن محمد النيسابوري الإسكافي يكتب في ديوانه ويرى نفسه أحق برتبته ومكانه ويتمنى زوال أمره ليقوم مقامه ويقعد مقعده وله فيه أبيات تستظرف وتستملح فمنها قوله (وقائل ماذا الذي * من كلة تطلبه)
(١٨٤)