درجة فلان وفلان رفيع الدرجة وتدل على الاملاء والاستدراج لقوله تعالى - سنستدرجهم من حيث لا يعلمون - وربما دلت على مراحل السفر ومنازل المسافرين التي ينزلونها منزلة منزلة ومرحلة مرحلة وربما دلت على أيام العمر المؤدية إلى غايته ويدل المعروف منها على خادم الدار وعلى عبد صاحبها ودابته فمن صعد درجا مجهولا نظرت في أمره فان وصل إلى آخره وكان مريضا مات فان دخل في أعلاه غرفة وصلت روحه إلى الجنة وإن حبس دونها حجب عنها بعد الموت وإن كان سليما ورام سفرا خرج لوجهه ووصل على الرزق إن كان سفره في المال وإن كان لغير ذلك استدللت بما أفضى إليه أو لقيه في حين صعوده مما يدل على الخير والشر وتمام الحوائج ونقصها مثل أن يلقاه أربعون رجلا أو يجد دنانير على هذا العدد فان ذلك بشارة بتمام ما خرج إليه وإن كان العدد ثلاثين لم يتم له ذلك لان الثلاثين نقص والأربعين تمام أتمها الله عز وجل لموسى بعشر ولو وجد ثلاثة وكان خروجه في وعد تم له لقوله تعالى في الثلاثة - ذلك وعد غير مكذوب - وكذلك إن أذن في طلوعه وكان خروجه إلى الحج تم له حجه وإن لم يؤمل شيئا من ذلك ولا رأى ذلك في أشهر الحج نال سلطانا ورفعة إما بولاية
(٩٢)