بريئة منها. وقد قال جماعة من المعبرين إن الرياحين قليلها وكثيرها هم وحزن والورد بكاء وهم وحزن إلا ما يرى منها في موضعها الذي تعرف فيه من غير أن يمسه أو يقلعه فان الريحان بكاء إذا نزع من موضعه ومات شجره فأما ما دام حيا في منبته تجد رائحته فإنه يكون ولدا وما يشبه ذلك وكذلك الورد والآس والبهار وكل ما ينسب إلى الرياحين وكذلك البقول ومالا يعرف عدد أصوله في منابته فإنه هم وحزن وأكل البقول هم وحزن والنعنع ناع ونعى، وأما الياسمين فقد حكى أن رجلا أتى الحسن البصري رحمه الله فقال: رأيت البارحة كأن الملائكة نزلت من السماء تلتقط الياسمين من البصرة فاسترجع الحسن. وقال ذهب علماء البصرة وقد قيل إن الياسمين يدل على الهم والحزن لان أول اسمه ياس، وأما القصب فمن رأى بيده قصبة متوكئا عليها فإنه قد بقي من عمره أقله ويفتقر ويموت في الفقر وكل شئ مجوف لا بقاء له والقصبة قصب الناس وتميمة والقصب انسان معتقل لا دين له ولا وفاء، وقيل هو أوباش الناس وكلام سوء، وأما قصب السكر فمن رأى أنه يمصه فإنه يصير إلى أمر يكثر فيه الكلام ويردده إلا أن كلامه يستحيل فيه
(٢٢٥)