لقوله تعالى أيتها العير إنكم لسارقون والأذان في البرية أو المعسكر يكون جاسوسا للصوص ومن كان محبوسا فرأى كأنه يقيم أو يصلى قائما فإنه يطلق لقوله تعالى فان تابوا وأقاموا الصلاة الآية ومن رأى غير محبوس أنه يقيم إقامة الصلاة فإنه يقوم له أمر رفيع يحسن الثناء عليه فيه ومن رأى كأنه أقام على باب داره فوق سرير فإنه يموت ومن رأى كأنه يؤذن على سبيل اللهو واللعب سلب عقله لقوله تعالى وإذا ناديتم إلى الصلاة اتخذوها هزوا ولعبا ذلك بأنهم قوم لا يعقلون وحكى عن دانيال الصغير أنه قال من رأى كأنه أذن وأقام وصلى فقد تم عمله وهو دليل الموت ومن سمع أذانا في السوق فإنه موت رجل من أهل تلك السوق ومن سمع أذانا يكرهه فإنه ينادى عليه في مكروه. قال الأستاذ أبو سعد: الأصل في هذا الباب أن الأذان إذا رآه من هو أهل له كان محمودا إذا أذن في موضعه وإذا رآه من ليس بأهل أو رآه في غير موضعه كان مكروها فان أذن في مزبلة فإنه يدعو أحمق إلى الصلح ولا يقبل منه وإن أذن في بيت فإنه يدعو امرأة إلى الصلح فان أذن متعجرا فإنه يغشى امرأة وحكى أن رجلا أتى ابن سيرين فقال رأيت كأني أؤذن فقال تحج وأتاه آخر فقال رأيت كأني أؤذن فقال تقطع يدك قيل له كيف فرقت
(٨٥)