كشقيقه لاشتراكه معه في الأبوة والنسب والبطن وكسميه وجاره ونظيره فلا تصح الشركة إلا بوجهين فصاعدا وليس تنقل الرؤيا أبدا برأسها عمن رؤيت له إلا أن لا تليق به معانيها ولا يمكن أن ينال مثله موجبها ولا أن ينزل به دليلها أو يكون شريكه فيها أحق بها منه بدليل يرى عليه وشاهد في اليقظة والنظر يزيد عليه كدلالة الموت لا تنقل عن صاحبها إلا أن يكون سليم الجسم في اليقظة وشريكه مريضا فيكون لمرضه أولى بها منه لدنوه من الموت واشتراكه معه في التأويل فلذلك يحتاج العابر إلى أن يكون كما وصفوا أديبا ذكيا فطنا نقيا تقيا عارفا بحالات الناس وشمائلهم وأقدارهم وهيئاتهم يراعى ما تتبدل مرائيه وتتغير فيه عبارته عند الشتاء إذا ارتحل ومع الصيف إذا دخل عارفا بالأزمنة وأمطارها ونفعها ومضارها وبأوقات ركوب البحار وأوقات ارتجاجها وعادة البلدان وأهلها وخواصها وما يناسب كل بلدة منها وما يجئ من ناحيتها كقول القتبي في الجاورس ربما دل على قدوم غائب من اليمن لان شطر اسمه جا والورس لا يكون إلا من اليمن عارفا بتفصيل المنامات
(١١)