وذهب آخرون (وهم كثير من المحققين): - إلى إن صلواتنا عليهم تكون سببا لمزيد الألطاف الإلهية لهم ورفع منازلهم وزيادة أجرهم وثوابهم عنده تبارك وتعالى. وإن لم تصر سببا لحصول كمالهم الذاتي.
كما إن صلواتنا عليهم تكون سببا لانتشار أمور تنسب إليهم من رواج دينهم الذي هو دين الله، وتعظيمهم وتبجيلهم، وإرغام آناف أعدائهم، هذا في الدنيا وفي الآخرة تكون سببا لارتفاع درجاتهم ومزيد قربهم من رحمات الله الغير متناهية (عطاء غير مجذوذ ([هود / 109].
فالمصلي عليهم يطلب لهم من الله الكريم تلك الزيادات من فيضه الوافر وإن الصلاة عليهم (في الحقيقة) من أهم تعظيم شعائرهم التي هي من شعائر الله، وقد قال عز من قائل: (ذلك ومن يعظم شعائر الله فإنها من تقوى القلوب ([الحج / 33] (أي النفوس).
وعلى هذا تكون الصلاة عليهم (ع) نافعة لهم ولنا في الدنيا والآخرة، وهي جزء من العبادات لله عز وجل، ومنافعها لنا كثيرة وكثيرة جدا على ما نصت عليه الأحاديث المتواترة من طرق الفريقين.
الإشارة إلى منافعنا من الصلاة عليهم (ع) 1 - فمنها إنها تكون سببا لقبول صلواتنا، بل وصحتها، راجع ما مر تحت عنوان لا تقبل الصلاة بترك الصلاة على آل محمد. وراجع البحث الرابع من الفصل الأول تحت عنوان: فتاوى الشيعة، وأقوال أهل السنة في الصلاة على محمد وآله.