وهكذا لما كان تعظيم إبراهيم وآله أمرا ظاهرا في العالمين فلذلك شبه به ويؤيده ما في بعض النصوص من ضم الطلب المذكور بكونه (في العالمين) أي المشهور في العالمين، لأن تعظيم إبراهيم وآله أظهره الله عز وجل وأوضحه للعالمين أجمعين خصوصا في كتبه المنزلة، ووحيه لرسله وأنبيائه من إبراهيم نفسه، ومن بعده، ومما يؤيد ذلك قوله تعالى حاكيا كلام ملائكته مخاطبين زوجة إبراهيم (بعد أن بشروها بإسحاق ومن وراء إسحاق يعقوب وتعجبت من تلك البشارة لعجزها، وشيخوخة بعلها: (قالوا أتعجبين من أمر الله رحمة الله وبركاته عليكم أهل البيت إنه حميد مجيد ([هود / 74] ومن هنا قال بعض العلماء: ليس التشبيه المذكور من باب إلحاق الناقص بالكامل، بل من باب إلحاق ما لم يشتهر بما اشتهر، هذا وجه.
والوجه الثاني وهو ما اختاره أكثر المحققين من الخاصة والعامة، وهو وجه وجيه، وهو: إنه لما كان نبينا وآله من جملة آل إبراهيم الكثيرين لذلك كانت الصلاة على نبينا وآله حاصلة لهم في ضمن الصلاة على إبراهيم وآله على الوجه الأتم والأكمل، فالمطلوب بقولنا: اللهم صل على محمد وآله كما صليت على إبراهيم وآل إبراهيم، هو أن يخصهم الله بصلاة أخرى على حدة مماثلة للصلاة التي عمتهم وعمت غيرهم من آل إبراهيم أجمعين ومعلوم أن الصلاة العامة للكل من حيث العموم أقوى وأفضل من الخاصة بالبعض والله أعلم.
الاحتياط يقضي عدم الفصل بين محمد (ص) وآله ب (على) نقل العلامة الشيخ محمد جواد مغنية في تفسيره (الكاشف) ج 6 ص 237 عن تفسير (روح البيان) لإسماعيل حقي إنه قال: